نجاح رؤية السعودية 2030 من خلال الواقعية والمرونة
في الكلمة التي ألقاها سمو ولي العهد، نيابةً عن خادم الحرمين الشريفين تحت قبة الشورى، تجلت واقعية الطرح في التعامل مع التحديات المتعلقة بتحقيق أهداف الرؤية، حيث أكد الخطاب أن الدولة ستكون مستعدة لمراجعة أي مشروع أو سياسة إذا اقتضت المصلحة العامة ذلك. وقد كان ذلك واضحًا في حديثه عن معالجة تشوهات قطاع العقار وتحديات المالية العامة.
النجاح من خلال التكيف والمرونة
في رأيي، يكمن سر نجاح رؤية السعودية 2030 في مرونتها في مراجعة مستهدفاتها وشجاعتها في مواجهة التحديات التي تطرأ على الساحة، دون عناد أو تعنت. لقد تميزت الرؤية بأمرين أساسيين: الواقعية والمرونة. إذ تجلت الواقعية في تحقيق العديد من المستهدفات خلال الأطر الزمنية المحددة، بل إن العديد منها تم تحقيقه قبل الموعد المحدد. بينما كانت المرونة بمثابة العامل المحوري لتحقيق النجاح، من خلال التكيف مع المستجدات ومواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية بطريقة فعالة.
لقد أسفرت جهود تطوير الأنظمة والتشريعات وإصلاحها عن أثر كبير في استمرار دفع برامج الرؤية والتحول المالي نحو تحقيق مستهدفاتها. كما ساهمت مؤشرات وأدوات قياس الإنجاز في تعزيز كفاءة الأداء والانضباط. ومن الملاحظ أنه يجب الإشارة إلى مؤشر مهم لم يتم إدراجه ضمن أدوات قياس أداء الرؤية، وهو ثقة المجتمع وما يترتب على ذلك من آثار إيجابية على حياة المواطنين وتعاملاتهم. فقد أصبح المواطنون يدركون التغييرات الملحوظة في جوانب حياتهم المختلفة، بالإضافة إلى المعالم الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي لا يمكن تجاهلها.
وقد استقبل الرأي العام الخطاب الملكي بشغف كبير، وفقًا للرصد في وسائل التواصل الاجتماعي، حيث مثّل الأمير محمد بن سلمان رمزًا للثقة والاطمئنان بشأن حاضر البلاد ومستقبلها. لم يكن الخطاب تقليديًا بل كان واقعياً ومتجدداً، يسعى إلى مخاطبة العقول قبل القلوب، مما يضفي على رؤية السعودية 2030 مزيدًا من القوة والمصداقية.
أخبار ذات صلة
تعليقات