التجويد ضرورة شرعية
التجويد هو فنٌ يُعنى بكيفية قراءة القرآن الكريم بطريقة صحيحة، وهو أمرٌ يُعتبر واجباً على كل مسلم. حيث يستند إلى قول الإمام ابن الجزري في مقدمة “طيبة النشر” الذي يشدد على أهمية هذا الأمر، إذ يقول: “والأخذ بالتجويد حتم لازم، من لم يجود القرآن آثم، لأنه به الإله أنزل وهكذا منه إلينا وصلا”. فالتجويد ليس مجرد فن، بل هو واجب يحتم على المسلم الالتزام به لتقديم القرآن بأحسن شكل ممكن.
أهمية الالتزام بقواعد القراءة
تداولت بعض الأوساط النقاش حول قراءة الشيخ عاطف عبد العال، الذي تميز بأسلوبه في تلاوة القرآن بنغمات مختلفة. وقد أوضح النقيب في تصريحاته أن هذه الطريقة لم تُمارَس من قبل في مدرسة التلاوة المصرية، وهي مدرسة لها تاريخ طويل في تعليم قواعد القراءة الصحيحة. هذه الطريقة، رغم كونها قد تعجب البعض، إلا أنها تعتبر خروجاً عن الأساليب التقليدية المتبعة في قراءة القرآن.
وأضاف النقيب أن الشيخ عبد العال قد مر بحادثة مشابهة في الماضي حيث أبدى اعترافاً بخطأه وقدم اعتذاراً. وعبّر عن إحساسه بالمسؤولية وضرورة الالتزام بالأسلوب المتعارف عليه، مبرراً ذلك بتقدمه في السن، إذ تجاوز الثمانين عاماً، ما قد يؤثر على قدرته على ضبط الأساليب الكلاسيكية المعتمدة.
تجدد النقاش حول هذه القضية يُظهر أهمية التمسك بإرث قراءة القرآن وفق الأسس والقواعد المعروفة، التي حافظت على نقاء النص وتقديمه بأفضل صورة. إن الالتزام بقواعد التجويد ليس فقط لمتطلبات الكلمات، بل هو تعبير عن احترام القرآن الكريم، الذي يعد من أسمى المبادئ والقيم في حياة المسلم.
لكن يبقى الأمر موكلاً إلى المجتمع القرائي وجمهور المتلقين في اتخاذ مواقفهم عبر التوازن بين التجديد والتمسك بالمعايير التقليدية التي أُسست على مر العصور. فكل مدرسة من مدارس القرآن لها خصائصها وأسلوبها، مما يجعل النقاش مستمراً حول كيفية المحافظة على هذا الفن وزيادة الوعي بأهميته.
إن البحث عن طرق جديدة لتقديم القرآن وفق أسس سليمة ودقيقة أمرٌ يجب أن يُحتَرم، في الوقت نفسه، فإن التخلي عن الأساليب الأصلية قد يُهدد التقاليد العريقة التي تقوم عليها القراءة الصحيحة. لذا، يقع على عاتق المجتمع القرائي واجب التمييز بين الأساليب الحديثة والقديمة بما يضمن للقرآن مكانته المناسبة ومراعاة لحقوقه ككلام الله.
تعليقات