هل يـولد ‘ناتو عربي’ جديد أم أنها مجرد محاولة مُتعثرة؟ – السعودية نيوز

تتجه الأنظار إلى القمة العربية-الإسلامية التي تثير الكثير من الآمال بشأن تأسيس “ناتو عربي” يسعى لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. ومع ذلك، تبقى هناك مخاوف من أن هذه المبادرة قد تكون “ولادة ميتة” دون تحقيق الأهداف المرجوة، في ظل السعي الدؤوب للقادة العرب لتعزيز التعاون العسكري والسياسي. لكن التحديات الكبيرة، مثل الانقسامات الداخلية والصراعات الإقليمية، قد تعيق تحقيق هذا الحلم، مما يفتح تساؤلات حول مستقبل العلاقات العربية-الإسلامية وقدرتها على مواجهة التحديات المشتركة وتأمين الاستقرار لجميع الدول الأعضاء، في قمة تُعتبر نقطة انطلاق جديدة نحو مستقبل أفضل.

قمة الدوحة: رد فعل عربي على التصعيد الإسرائيلي

تستضيف العاصمة القطرية الدوحة قمة عربية إسلامية في وقت حساس يتزامن مع الذكرى الخامسة لتوقيع الاتفاقيات الإبراهيمية، التي تهدف لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والعديد من الدول العربية. ولكن المنطقة تشهد تصاعدًا ملحوظًا في التوترات السياسية، خاصةً مع استمرار حرب غزة التي تقترب من عامها الثالث، مما أثر سلبًا على جميع دول المنطقة. تحاول قطر، التي تلعب دور الوساطة في مسعى لوقف الحرب، تعزيز جهودها مع كل من القاهرة وواشنطن، رغم اختلاف الآراء حول فعالية هذه الجهود، حيث يتراوح الأمل بين خطوات جادة واليأس من تحرك موحد. ستجمع القمة بين جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، مما يجعلها كبيرة في هذا الإطار، وتهدف إلى مناقشة الرد العربي على الهجمات الإسرائيلية.

التحالف العربي: دعوات للتضامن

بحث وزراء الخارجية في اجتماعهم الأخير مشروع بيان متعلق بالهجوم الإسرائيلي، تمهيدًا لطرحه أمام القادة في القمة، حيث يسعى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى إعادة بناء الدعم العربي بفكرة تشكيل “قوة عربية مشتركة” مشابهة لحلف الناتو، مما أضفى اهتمامًا واسعًا بين النشطاء والمحللين. تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع هذا الاقتراح، مشددين على ضرورة اتخاذ قرارات عملية وفعالة لمواجهة التحديات التي تواجهها الدول العربية. دعا العديد من النشطاء إلى قطع العلاقات مع إسرائيل وطرد السفراء الإسرائيليين من الدول العربية، معتبرين أن هذه الخطوات ستكون حاسمة في ردع الاحتلال. وأكدت حركة حماس على أهمية مقاطعة إسرائيل وعزلها سياسيًا واقتصاديًا، مشددة على ضرورة توحيد الجهود العربية لمواجهة العدوان الإسرائيلي المستمر.

تتباين الآراء حول فعالية القمة، حيث أعرب البعض عن تفاؤلهم بقدرتها على اتخاذ قرارات حاسمة، بينما عبر آخرون عن يأسهم من أن تسفر القمة عن نتائج ملموسة. انتقد بعض السياسيين زيارة رئيس وزراء قطر إلى واشنطن بعد الغارة الإسرائيلية، معتبرين أن القمة قد “تولد ميتة”. وعلى الجانب الآخر، تشير التقارير إلى أن القمة تأتي في وقت حساس، حيث يسعى زعيم حماس إلى ربط التطبيع الإسرائيلي السعودي بالقضية الفلسطينية، مما يزيد تعقيدات المشهد السياسي. تتزامن هذه القمة مع توترات كبيرة في المنطقة، مما يجعلها فرصة محورية في إعادة تشكيل العلاقات العربية الإسرائيلية، ويظل الأمل معقودًا على أن تتمكن الدول العربية من اتخاذ خطوات فعالة لمواجهة التحديات المشتركة.