بتروجيت: قوة هندسية مصرية تسيطر على الأسواق الدولية
من قلب مصر، استطاعت شركة بتروجيت العملاقة وضع بصمتها في أكثر من 15 سوقًا دوليًا، مع مشروعات تقدر بمليارات الجنيهات والدولارات. واحدة من أبرز إنجازاتها مؤخرًا هي توقيع عقد جديد في المملكة العربية السعودية بقيمة 600 مليون ريال، ما يعادل 8 مليار جنيه مصري. هذه الصفقة لا تعكس قدرة الشركة فقط، بل تثير تساؤلات حول كيفية وصولها إلى هذه المكانة، ومناطق عملها، وأسباب الاهتمام بها من الجميع.
الشركة العملاقة في مجالات الهندسة والبنية التحتية
أعلنت شركة بتروجيت المصرية، التي تُعتبر من أكبر الأذرع الهندسية في منطقة الشرق الأوسط، عن توقيع عقد لتنفيذ مشروع ضخم داخل قاعدة الملك سعود الجوية. يشمل المشروع توفير بنية تحتية متكاملة تتضمن الكهرباء والمياه والصرف الصحي وشبكات الحماية. تتعاون بتروجيت في هذا المشروع مع تحالف يتكون من شركتين سعوديتين معروفين، وهما الفنار وعصام قباني. لكن عمل بتروجيت لا يقتصر على السعودية فقط، إذ تعمل الشركة حاليًا في أكثر من 15 دولة، بدءًا من دول الخليج وصولًا إلى أفريقيا وأوروبا، مما يدل على قوتها التنافسية.
لقد نفذت بتروجيت مشاريع خلال العام الماضي تجاوزت قيمتها 80 مليار جنيه، كما وصلت التعاقدات الجديدة التي وقعتها خلال 2024 إلى 112 مليار جنيه، حيث يمثل 60% منها مشروعات خارج مصر. وتعكس الخطط المستقبلية إقبال الشركة على تنفيذ مشروعات قد تصل قيمتها الإجمالية إلى 215 مليار جنيه حتى عام 2028، مشروحة في مجالات النفط والغاز والبنية التحتية والإنتاج الصناعي.
محليًا، تلعب بتروجيت دورًا محوريًا في تنفيذ مشاريع قومية عملاقة، منها تلك المرتبطة بالعاصمة الإدارية الجديدة ومحور قناة السويس، فضلاً عن مشروعات الطاقة المتجددة مثل الهيدروجين الأخضر. هذه المشروعات تعزز من مكانة بتروجيت كمقاول رئيسي معتمد من قبل عدد كبير من الشركاء الدوليين. ورغم التحديات التي تواجهها الشركات عالميًا، حافظت بتروجيت على قدرتها التشغيلية وزيادة حجم تعاقداتها الخارجية، مما يسهم في دعم الاحتياطي النقدي الأجنبي وزيادة تدفقات العملة الصعبة.
النجاح الأخير للشركة في السعودية ليس مجرد صفقة عابرة، بل يثبت أنها ليست مجرد اسم محلي، بل تمثل قوة هندسية مصرية تسعى للتنافس عالميًا. يبقى السؤال: هل ستظهر قريبًا شركات مصرية أخرى تسير على نفس الخطى وتدخل أسواق جديدة؟

تعليقات