إيران والوكالة الذرية تتوصلان لاتفاق في القاهرة لاستئناف التفتيش النووي بعد الضغوط الإسرائيلية والأمريكية
الاتفاق النووي الإيراني الجديد
في خطوة دبلوماسية بارزة، وقعت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية اتفاقًا في القاهرة أمس، يهدف إلى تحديد آلية عمل للتعامل مع التطورات الجديدة بعد الهجمات التي استهدفت منشآت إيران النووية في يونيو الفائت.
تفاهم دولي بشأن البرنامج النووي
الاتفاق الذي جاء نتيجة اجتماع ضم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وزميله المصري بدر عبدالعاطي، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، يهدف إلى تعزيز التعاون المتوقف منذ الهجمات التي تم تحميل المسؤولية فيها لإسرائيل والولايات المتحدة.
وأكد غروسي عبر منصة “إكس” على الاتفاق على آليات عملية لاستئناف أنشطة التفتيش في إيران. من جهته، اعتبر عراقجي أن الاتفاق يمثل خطوة إيجابية نحو بناء الثقة، وأكد التزام بلاده ببرنامجها النووي السلمي مع المطالبة بوجود ضمانات دولية ضد أي اعتداءات مستقبلية. ويتضمن الاتفاق إعادة التفتيش على المنشآت النووية الإيرانية، بما في ذلك المواقع المتضررة، والبحث في آليات للتعامل مع التبعات الناتجة عن الهجمات التي وصفتها إيران بأنها غير قانونية وعدوانية.
كما أوضح غروسي أن هذا الاتفاق يمهد الطريق لاستئناف العمل الإلزامي بموجب اتفاقية الضمانات الشاملة مع التركيز على الأمن والسلامة النووية. يأتي هذا في ظل تصاعد التوترات، خاصة بعد أن أعلنت الدول الأوروبية الكبرى (فرنسا، ألمانيا، بريطانيا) عن بدء آلية “الإجراء التلقائي” لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران بعد تعليق إيران تعاونها الكامل مع الوكالة في 2 يوليو، كرد فعل على الهجمات.
تجدر الإشارة إلى أن البرنامج النووي الإيراني يُعد قضية خلافية على الصعيد الدولي منذ عقود، حيث تؤكد إيران التزامها بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وتؤكد سلمية برنامجها. ومع ذلك، فإن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في عام 2018 وزيادة العقوبات دفعت إيران للبدء في تجاوز حدود الاتفاق المعني منذ عام 2019، بما في ذلك رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60%.
طبقًا لتقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تفيد المعلومات بأن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب قد بلغ مستويات يمكن استخدامها في تصنيع الأسلحة النووية إذا تم تطويرها. كما تتصاعد التوترات وسط تقارير استخباراتية أمريكية تشير إلى أن إسرائيل تفكر في توجيه ضربات للمنشآت النووية الإيرانية. ورغم نفي الولايات المتحدة، يبقى الوضع مشحونًا بالتوتر.
وكانت إسرائيل قد شنت في يونيو الماضي هجمات على منشآت نووية وعسكرية إيرانية، مما أسفر عن خسائر بشرية. وإزاء ذلك، أطلقت إيران صواريخ وطائرات مسيرة على أهداف في إسرائيل، مما زاد تعقيد الوضع. يمثل هذا الاتفاق خطوة مهمة نحو تجنب تصعيد أو تصعيد نووي، لكنه يعتمد على بناء الثقة المتبادلة. حذر غروسي من أن هذه الهجمات تهدد نظام عدم الانتشار العالمي، وطالبت إيران بتعويضات عن الأضرار، بينما أعربت الولايات المتحدة عن ترحيب حذر مع التأكيد على ضرورة التزام إيران الكامل، محذرة من رد قوي إذا ما حققت إيران أي تقدم نووي.
تعليقات