السعودية تعيد نظام الفصلين الدراسيين للتعليم العام: خطوة نحو تحسين الجودة التعليمية

العودة لنظام الفصلين الدراسيين في التعليم العام

تشهد مدارس التعليم العام في المملكة العربية السعودية استعداداً للرجوع إلى نظام الفصلين الدراسيين اعتباراً من العام الدراسي المقبل. وقد أقر مجلس الوزراء هذه العودة في جلسته التي ترأسها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في نيوم، حيث قرر المجلس استبدال نظام الفصول الثلاثة، الذي تم تطبيقه على مدى أربعة أعوام، بنظام الفصلين، بدءاً من العام الدراسي 2026-2025. هذا النظام سيتبعه تعيين الإطار الزمني العام للتقويم الدراسي للأعوام المقبلة، محدداً بداية ونهاية الفصول.

تقييم نظام الفصول الدراسية

أعربت وزارة التعليم عن تقديرها لقرار المجلس بعودة نظام الفصلين الدراسيين، حيث تبين أن التحولات التي حصلت خلال تطبيق الفصول الدراسية الثلاثة حققت مكتسبات نوعية، من ضمنها زيادة عدد أيام الدراسة إلى حد أدنى يبلغ 180 يوماً سنوياً، مما ساهم في توافق المناهج الدراسية مع المعدلات العالمية. وقامت الوزارة بإجراء دراسة شاملة تشمل آراء المعلمين والطلاب وأولياء الأمور، حيث تبين أن تحسين جودة التعليم ليس مرتبطاً فقط بعدد الفصول، بل يتطلب تحسين عدة عناصر أساسية مثل إعداد المعلم وتطوير المناهج ورفع مستوى البيئة المدرسية.

تستعد المدارس لبدء العام الدراسي الجديد بنظام الفصلين، والذي سينطلق يوم الأحد 1 ربيع الأول 1447 هـ، الموافق 24 أغسطس الحالي. يشير الدكتور عثمان الشقيفي، الباحث في الإدارة التربوية، إلى أن رؤية السعودية 2030 تسعى للوصول إلى تحقيق معايير دولية على مستوى التعليم ورفع الكفاءة من خلال تفادي ضغوط الدراسة المتزايدة.

من جهة أخرى، أثبتت التجارب السابقة أهمية التقويم الدراسي المرن حسب الاحتياجات الجغرافية والثقافية. واستجابة لهذه المتغيرات، ستحتفظ إدارات التعليم بصلاحيات لإجراء تعديلات تستجيب لموسم الحج والعمرة، لضمان توازن بين تحصيل الطلاب واحتياجاتهم. أكدت الدراسات أن مثل هذه الانفكاك يمكن أن يخفض مستويات التوتر لدى الطلاب، وينمي بيئة تعليمية صحية، مما يسهم بدوره في رفع جودة التعليم.

هذا النظام الجديد يعد جزءًا من الجهود المبذولة ضمن رؤية السعودية 2030 نحو تطوير التعليم، من خلال توفير بيئة تعليمية تدفع الطلاب نحو التفكير النقدي والابتكار. ومع ما توفره العودة لهذا النظام من تحسين جودة الحياة الدراسية، يأمل الجميع أن يحقق هذا القرار أثرًا إيجابيًا على الأداء الأكاديمي للطلاب ويؤسس لعملية تعليمية أفضل، تلبي احتياجات المجتمع السعودي وتضمن استدامة تطور التعليم في البلاد. كما يسعى البرنامج إلى تحقيق أهداف تربوية متعددة تضمن إنتاج جيل قادر على التنافس محلياً وإقليمياً.