تحليل الوضع السياسي في لبنان وتأثير خطة الجيش
اعتبر الباحث السياسي العميد الركن المتقاعد إلياس أبو جودة أن الإجراء الذي اتخذته قيادة الجيش بالتنسيق مع الرئيس جوزاف عون والثنائي الشيعي يمثل خطوة مهمة في تجنب الانقسام الداخلي الذي كان يهدد بتعطيل الحكومة وعرقلة مسيرة العهد. وأكد أبو جودة في حديثه أن خطة الجيش، التي تركز على حصرية السلاح، تأخذ بعين الاعتبار بشكل خاص مطلب الثنائي الشيعي بعدم تحديد مهلة زمنية لتنفيذ الخطة. في الوقت ذاته، أوضح أن الحكومة لم تتراجع عن قراراتها السابقة المتعلقة بنزع السلاح الفلسطيني وسلاح حزب الله، كما يطالب الأخير.
استمرار الضغوط الدولية على لبنان
فيما يتعلق بالموقف الدولي، أكد أبو جودة أن الجانب الأميركي سيستمر في الضغط على السلطات اللبنانية لتنفيذ الخطة بجدية، رغم عدم تحديد مهلة زمنية لهذه العملية. وأشار إلى أن الموقف السعودي سيبقى الأكثر تشددًا، حيث لن تقدم السعودية الدعم للحكومة اللبنانية إلا بعد اتخاذ خطوات واضحة في نزع سلاح حزب الله. كما أفاد بأن هناك تأخيرًا محتملًا في عملية التسوية مع سوريا، نظرًا لأن السعودية تحتفظ بالورقة السورية.
وواصل أبو جودة تحليله بالإشارة إلى أن إسرائيل ستستمر في استهداف البنية التحتية لمخازن الأسلحة التابعة لحزب الله في الجنوب والبقاع، ولكن بوتيرة متزايدة في الفترة المقبلة. هذه التطورات قد تؤثر بشكل كبير على الحالة الأمنية والسياسية في لبنان، وتزيد من تعقيد المشهد العام.
تتعدد العوامل السياسية والأمنية التي تؤثر في مستقبل لبنان، إلا أن التعاون بين الجيش والرئاسة يمكن أن يمثل نقطة انطلاق نحو تعزيز الاستقرار. وفي ظل الظروف الراهنة، يبقى السؤال المركزي هو كيف يمكن أن تتفاعل القوى المحلية والدولية مع هذه التطورات لضمان مستقبل أفضل للبنان، بعيدًا عن الانقسامات والصراعات المدمرة.
تعليقات