العلماء يتوقعون تحولاً كبيرًا غدًا: النجم الثاني لسهيل يضع حدًا لمعاناة الملايين من حرارة الصيف القاسية!
موعد التحول الفلكي الكبير في المنطقة العربية
أعلن خبير الفلك عبدالله المسند عن موعد التحول الكبير المتوقع، حيث يشير إلى أن النجم الثاني من سهيل سيُنهي معاناة الملايين من الحر القاسي غداً، معلناً انطلاق فصل الخريف نجميًا مع دخول طالع الجبهة، وهو النجم الثاني في موسم سهيل. تأتي هذه الظاهرة قبل الاعتدال الخريفي الفلكي المتوقع في 23 سبتمبر، مما يبرز دقة التقويم النجمي العربي التقليدي في متابعة التغيرات الموسمية.
بداية فصل الخريف الفلكي
وأشار الدكتور المسند، أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقاً، إلى أن خريطة السماء تكشف عن تغيرات واضحة، خاصة مع دخول نوء الجبهة الذي يستمر لمدة 14 يوماً. يتكون هذا الطالع من أربعة نجوم براقة في برج الأسد المعروفة تاريخياً باسم “جبهة الأسد”، والتي تُعَد علامة فلكية هامة لبداية التحول الموسمي في العالم العربي، ومن المتوقع أن تؤدي هذه الظاهرة إلى انخفاض درجات الحرارة تدريجياً مما يوفر راحة نسبية للسكان بعد موجة الحر القاسية.
في ذات السياق، يعبّر عادل السعدون، رئيس مجلس إدارة الجمعية الفلكية الكويتية، عن تفاؤله بإمكانية رؤية نجم سهيل بوضوح في المناطق الشمالية من الجزيرة العربية خلال هذه الفترة. ويؤكد الخبراء أن هذا الوقت هو الأنسب لمراقبة نجم سهيل، والذي يتزامن مع بداية التغيرات المناخية التدريجية التي تميز الانتقال من فصل الصيف إلى الخريف.
على الصعيد العملي، يشهد التوازن بين ساعات الليل والنهار تغيراً ملحوظاً، حيث تصل مدة الليل الآن إلى حوالي 11 ساعة و29 دقيقة، بينما يمتد النهار لتصل مدته إلى 12 ساعة و31 دقيقة. يدل هذا التوازن التدريجي على قرب حدوث الاعتدال الخريفي الرسمي عندما يتساوى طول الليل والنهار في معظم أنحاء العالم.
ومن جهة أخرى، يبرز الباحث في المناخ والطقس عبدالعزيز الحصيني أهمية هذه الفترة في التقويم الزراعي العربي، حيث يعلن دخول طالع الجبهة عن بداية موسم “الصفري” الذي يستمر لمدة 27 يوماً. يعتبر هذا الموسم نقطة تحول حاسمة بين الحر الشديد والحر المعتدل، مما يجعله مؤشراً رئيسياً للمزارعين والمهتمين بالأنشطة الزراعية في المنطقة.
تحمل التسميات التقليدية لهذا الموسم دلالات عميقة؛ حيث اختلف المؤرخون في أسباب تسمية “الصفري”، فمنهم من ربطها باصفرار السماء، وآخرون يعودون بها إلى اصفرار الأجساد نتيجة انتشار أمراض الحمى، بينما يرجع آخرون التسمية إلى تساقط أوراق الأشجار. جميع تلك التفسيرات تعكس التغيرات البيئية والمناخية الملحوظة التي تطرأ على المنطقة مع بداية هذا الموسم.
على جانب آخر، تحتفظ الذاكرة الشعبية العربية بأمثال وحكم تتعلق بطالع الجبهة، حيث تقول العرب: “ما امتلأ وادٍ في نوء الجبهة إلا امتلأ عشباً”، مما يشير إلى الخصوبة المتوقعة للأرض في حال هطول الأمطار خلال هذه الفترة. كما يُردد البدو: “إذا طلعت الجبهة انكسر الحر وامتد الظمأ، وتباعدت الإبل في مراعيها”، مما يعكس الفهم العميق للتغيرات المناخية المرتبطة بهذا التوقيت الفلكي.
تعليقات