تحديات اللوانجات في المملكة وتأثيرها على الصحة العامة
تواجه اللاونجات في مختلف أنحاء المملكة العديد من التحديات المتزايدة، ابتداءً من السلوكيات السلبية والتجاوزات التنظيمية، وصولًا إلى المخاطر الصحية الكبيرة الناتجة عن التدخين في أماكن مغلقة تفتقر إلى التهوية المناسبة. يضاف إلى ذلك عدم الالتزام بالاشتراطات الصحية والأنظمة البلدية، مما دفع العديد من الزوار والسكان المجاورين إلى إبداء استيائهم من الوضع الراهن.
مشكلات اللاونجات وتأثيرها على المجتمع
أعرب فواز الغامدي عن قلقه من أن الضجيج الناتج عن الأصوات العالية والدخان الكثيف من المعسلات جعل اللاونجات بيئة غير جذابة، خاصة في ظل غياب التهوية الكافية والمناطق المخصصة للمدخنين. وأكد خالد المطيري على الأضرار الصحية الملحوظة التي يمكن أن تلحق بزوار هذه المؤسسات، حيث تفتقر اللاونجات التي تقدم الطعام والمعسل إلى الفواصل المناسبة بين المدخنين وغير المدخنين. كما أثار خشية من إمكانية انتشار هذه اللاونجات في المناطق السكنية، مما يسهل وصول الأطفال والمراهقين إليها ويشجعهم على الانخراط في التدخين.
أظهرت تقارير ميدانية عديدة حدوث مخالفات صحية وبيئية في بعض اللاونجات، مثل ضعف التهوية، استخدام تبغ غير معلوم المصدر، وعدم وجود مناطق مخصصة لغير المدخنين. بالإضافة إلى ذلك، تم رصد تدهور مستوى النظافة، ووجود موظفين بدون شهادات صحية، وتداول الأغذية بطرق غير صحية. كما كشفت جولات التفتيش عن عدم الالتزام بالنظافة الشخصية للعاملين، ومظاهر التدني في نظافة أماكن التحضير، وغياب التراخيص اللازمة لممارسة النشاط.
وحذر طبيب الجهاز التنفسي عبدالمنعم الشهري من المخاطر الصحية التي تسببها الدخان المنبعث في اللاونجات، موضحًا أن المعسل يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي ويدمر وظائف الرئتين. كما أفادت الحملات الرقابية بوجود مواقع تقوم بخلط نشارة الخشب مع المعسلات، مما يزيد المخاطر الصحية من حيث تهيج الجهاز التنفسي وأمراض القلب والسرطان.
وأشار الشهري إلى أن المدخنين في هذه الأماكن يتعرضون لمستويات مرتفعة من أول أكسيد الكربون والنيكوتين والمواد الكيميائية المسرطنة، مما يرفع من فرص الإصابة بالأمراض الخطيرة. من جهته، أضاف المحامي والمستشار القانوني أحمد المالكي أن مراقبة المقاهي غير المرخصة أدت إلى إغلاق 10 لاونجات، وأن المخالفات قد تؤدي إلى غرامات تصل إلى 50 ألف ريال. وأكد على أهمية الرخصة البلدية في ضمان التزام المنشأة بالمعايير الصحية والبيئية، بينما تسعى العقوبات إلى ضمان سلامة المنتج وحماية حقوق المستهلك.
وتؤكد لائحة الغرامات البلدية أن غرامات عدم وجود رخصة بلدية تتراوح بين 10 آلاف و50 ألف ريال، بينما تتراوح غرامة الأنشطة المخالفة للترخيص بين 1,000 و5,000 ريال، في حين تستوجب مخالفة تقديم منتجات التبغ دون ترخيص غرامة مالية تصل إلى 30,000 ريال.
تعليقات