سعف النخيل السعودي: بوابة لمواد بناء محلية عقب فوز مصلى بجائزة ‘بينالي’

استخدام سعف النخيل في بناء مصلى متنقل

أصبح إدخال بقايا شجرة النخيل، وبالأخص سعفها، مبتكراً في مجال التشييد، حيث تم تطوير مصلى متنقل من هذه المادة عبر شراكة سعودية دولية، مستفيدة من وجود 37 مليون نخلة في البلاد. هذا الابتكار يفتح الأفق أمام فرص اقتصادية جديدة في قطاع البناء، بالإضافة إلى تقليل الاعتماد على استيراد الأخشاب، حسبما أوضح كرستوفر بلاس، المدير الإداري لشركة Akt II للهندسة الدولية التي تشرف على مشروع المصلى.

استغلال مخلفات النخيل في العمارة

خلال مشاركة مؤسسة بينالي الدرعية في بينالي مدينة بخارى في أوزبكستان، تم عرض المصلى الذي حصل على جائزة بينالي الفنون الإسلامية 2025. المشروع تم بالتعاون بين شركة Akt II للهندسة الدولية واستوديو إيست للهندسة المعمارية بدعم من مؤسسة بينالي الدرعية. بناءً على أبحاث معمقة حول تقنيات البناء التقليدية التي سادت في جدة منذ 200 عام، استلهم المصلى من العناصر التقليدية مثل الخشب والحجر والطين، مع دمج تقنيات صنع سعف النخيل. يُشير بلاس إلى أن أشجار النخيل تخسر سنويًا ما يقرب من 23 كيلوغراماً من السعف لكل شجرة، مما يترجم إلى حوالي 4.8 مليون طن على مستوى العالم، حيث يُمكن إعادة توظيف هذه الكميات في صنع مواد بناء قوية تنافس الخشب المستورد.

وفقاً لبيانات وزارة البيئة والمياه والزراعة، يبلغ عدد النخيل في السعودية حوالي 37 مليون نخلة، تشمل نحو 31.8 مليون شجرة مثمرة، منها 10.7 مليون في منطقة القصيم، وأخرى تفوق 8 ملايين شجرة في الرياض والمدينة المنورة. يتيح هذا النوع من الاستفادة من المخلفات فرصة لتعويض الاستيراد الذي يكلف البلاد حوالي 16 مليار ريال سعودي سنويًا، مما يفتح المجال لإنشاء مصانع محلية وتدريب الكوادر الوطنية، وبالتالي تعزيز الاقتصاد المحلي. وتقدر التكلفة لإنتاج مواد جديدة من سعف النخيل بحوالي 40% فقط من تكلفة الأخشاب المستوردة.

بالنسبة للمزارعين، يُستخدم سعف النخيل في أغلب الأحيان بطرق تقليدية كالحرق للتخلص من الكميات الكبيرة، أو كحطب للطهي والتدفئة أو في الحرف اليدوية مثل صناعة السلال والمكانس. المصلى الفائز، الذي بُني بالكامل من بقايا النخيل المعاد توظيفها، يتميز بفناء رئيسي متعدد الاستخدامات ومساحات للصلاة، مع تصميم هيكلي يمثل “النول” كرمز للصناعات التقليدية. يستمر عرض المصلى في بخارى من سبتمبر حتى نوفمبر، مما يبرز دور مؤسسة بينالي الدرعية في دفع حدود العمارة المستدامة على المستوى العالمي.