الفا بيتا: فرص وتحديات توظيف الكوادر السعودية في مسار التمكين

توظيف الكوادر الوطنية وتعزيز مكانتها في سوق العمل السعودي

تسعى وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بشكل متواصل إلى تنشيط توظيف الباحثين عن العمل وتحقيق توطين الوظائف عبر تنظيم سوق العمل واستكمال القوانين اللازمة لذلك. ومن بين الجهود المبذولة، تلعب برامج تمكين الكوادر الوطنية وصندوق الموارد البشرية دوراً محورياً في نجاح هذه المبادرات. فقد ساهم الصندوق منذ تأسيسه بفعالية في توظيف أعداد كبيرة من المواطنين، كما أُثني على إنجازاته من قبل مجلس الوزراء بخصوص توفير (267) ألف فرصة عمل لمواطنين ومواطنات في منشآت القطاع الخاص خلال النصف الأول من العام 2025، مما يعكس مدى تأثيره الإيجابي في تعزيز القدرة التنافسية للكوادر الوطنية ودعم تطور سوق العمل في المملكة.

تمكين الكفاءات الوطنية وتحدياتها

على الرغم من تقدم الوزارة وصندوق الموارد البشرية في هذا المجال، إلا أن هناك تحديات تبرز في سبيل تمكين الكفاءات الوطنية واستمرارية عملهم وتطورهم المهني، لا سيما في الشركات التي تديرها قيادات أجنبية. بحيث تتاح لهذه القيادات إمكانية التحكم في مسارات الموظفين السعوديين، مما قد يؤدي إلى تأخير ترقياتهم أو تقييم أدائهم بشكل سلبي. ورغم أن هناك العديد من الأجانب الذين ينجزون أعمالهم بأمانة وإخلاص، إلا أن بعضهم يعوق جهود التوطين ويؤثر سلباً على استراتيجيات سوق العمل.

من الشائع أن نسمع عن مشكلات تتعلق بمضايقة بعض المدراء الأجانب للموظفين السعوديين في الشركات، مما يعطل برامج التوظيف والتطوير. وفي حال أسندت إدارة المواهب إلى مسؤولين أجانب، فإن ذلك قد يحرم الكوادر الوطنية من فرص النمو والارتقاء. كما تواجه بعض الشركات الوطنية التي تمتلك فروعاً خارجية مشكلة تمكين الأجانب في إدارات حيوية، مثل إدارة الموارد البشرية، دون النظر إلى الكفاءات المحلية التي قد تفوقهم قدرة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن شركات الاستشارات والخدمات الفنية والتكنولوجية، التي تتعامل مع عقود ضخمة، تبقى من الأقل تمكيناً للكوادر الوطنية، حيث يميل بعضهم إلى استخدام السعوديين كواجهة فقط، ثم التضييق عليهم لأسباب متعددة. ويتطلب الوضع الحالي اتخاذ خطوات حاسمة لمعالجة الممارسات السلبية وضمان بيئة عمل تدعم الكفاءات الوطنية.