ساديو ماني والتغيير الإيجابي في المجتمع
في عالم كرة القدم، يُعتبر النجاح رمزاً للأهداف والألقاب، لكن سيرة النجم السنغالي ساديو ماني تتضمن جانباً مختلفاً يتمحور حول الإسهام الإنساني والتنمية. حيث نشأ في قرية بامبالي الصغيرة في السنغال، أصبح ماني رمزاً للخير، بعد أن قام بضخ ملايين الدولارات في مشاريع تعليمية وصحية وتنموية غير مسبوقة في تاريخ الرياضة الأفريقية.
العطاء والتنمية
في عام 2021، أعلن ماني عن تبرع كبير لبناء مستشفى مجهز بأحدث التقنيات، مستنداً إلى تجربة شخصية عاشها عندما فقد والده بسبب نقص الرعاية الصحية. بلغت تكلفة هذا المشروع نحو 500 ألف جنيه إسترليني، ما يعادل 694 ألف دولار (2.6 مليون ريال سعودي)، ليكون المستشفى مجهزاً بقسم للولادة وخدمات متخصصة لخدمة أهالي المنطقة والمناطق المجاورة.
في عام 2019، ساهم ماني في إنشاء مدرسة حكومية متكاملة بتكلفة 250 ألف جنيه إسترليني (حوالي 347 ألف دولار أو 1.3 مليون ريال سعودي)، مما أتاح التعليم لآلاف الأطفال الذين كانوا يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى أقرب مؤسسة تعليمية.
لم يكتفِ ماني بالمشاريع العقارية، بل أطلق نموذجاً اقتصادياً مبتكراً في قريته بامبالي بتوزيع 70 يورو شهرياً (76 دولاراً تقريباً، أو 285 ريالاً) لكل فرد من السكان الذين يُقدر عددهم بحوالي 2000 نسمة. وبذلك، وصلت قيمة الدعم السنوي إلى نحو 1.8 مليون دولار (6.7 مليون ريال سعودي)، مما يعد نموذجاً للقوة الاقتصادية والعدالة الاجتماعية.
بالإضافة إلى ذلك، استثمر ماني في تطوير البنية التحتية من خلال إنشاء محطة وقود ومكتب بريد، وكذلك تمويل شبكة إنترنت 4G وتوفير أجهزة حاسوب محمولة للمدرسة. بلغت التكلفة الإجمالية لهذه المشاريع أكثر من 700 ألف جنيه إسترليني (حوالي 972 ألف دولار أو 3.6 مليون ريال سعودي).
كما يقدم ماني منحاً للطلاب المتفوقين تصل إلى 400 يورو (433 دولاراً أو 1,620 ريالاً سعودياً)، بالإضافة إلى توزيع أجهزة لاب توب وملابس رياضية للأطفال. من خلال هذه المبادرات، يمهد اللاعب الطريق للجيل الجديد ليحظى بحياة أفضل من تلك التي عاشها في طفولته.
بإجمالي يتجاوز 3.8 مليون دولار (14.2 مليون ريال سعودي)، تمكن ساديو ماني من تحويل قريته إلى نموذج مصغر للتنمية المستدامة، مما جمع بين نجاحه الرياضي وإسهاماته الإنسانية. بينما يسعى العديد من نجوم كرة القدم وراء الأرقام المرتفعة في عقودهم، اختار ماني أن تكون أرقامه دليلاً على كرم العطاء والرؤية التنموية. هكذا، صنع اللاعب من قريته “بامبالي” قصة ملهمة تُبرز كيف يمكن للرياضة أن تُحدث فرقاً حقيقياً في الحياة، ليس فقط على أرض الملعب بل أيضاً في عمق المجتمع.
أخبار ذات صلة
تعليقات