«سماء السعودية تروع بجمال خسوف كلي للقمر غداً.. اكتشف تفاصيل هذا الحدث الفلكي النادر»
غدًا يشهد السماء في السعودية خسوفًا كليًا للقمر، حيث يتطلع العالم العربي والعالمي إلى حدث فلكي نادر يعرف باسم “القمر الدموي”. سيكون هذا الخسوف مرئيًا بالعين المجردة في المملكة والدول العربية، فضلاً عن معظم مناطق آسيا وأستراليا والأجزاء الوسطى والشرقية من أوروبا وأفريقيا، مما يوفر فرصة سانحة للمراقبة والتصوير الفلكي.
غدًا خسوف كلي للقمر يبهر سماء السعودية
وفقاً لما ذكره رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، تتميز هذه الظاهرة بمدتها الطويلة التي تمتد لحوالي 5 ساعات و27 دقيقة. وأضاف أن المرحلتين الجزئية والكلية يخدمان كل من الهواة والمحترفين بسبب سهولة مراقبتهما بالعين المجردة.
الخسوف الكامل
يتضمن الخسوف عدة مراحل، إذ تبدأ المرحلة الأولى عند الساعة 06:28 مساءً حين يبدأ القمر بالدخول إلى منطقة شبه الظل الخارجي للكرة الأرضية، مما يؤدي إلى خفوت ضوءه تدريجيًا. وتبدأ المرحلة الجزئية عند الساعة 07:27 مساءً، حيث يدخل القمر بالظل الداخلي للأرض، مما يظهر ظلًا مقوسًا على سطحه، وهو ما استخدمه القدماء لإثبات كروية الأرض. عند الساعة 08:30 مساءً يبدأ الخسوف الكلي، ليصبح القمر داخل الظل تمامًا ويميل لونه إلى الأحمر الدموي مع ظهور لون أخضر مزرق في بعض الحواف نتيجة لتأثير طبقة الأوزون على الضوء الشمسي. ينتهي الخسوف الكلي عند الساعة 09:54 مساءً، في حين يستمر القمر في المرحلة الجزئية حتى الساعة 10:56 مساءً، ليعود بعدها تدريجيًا لضوئه الطبيعي.
الأسباب وراء اللون الأحمر
يتحول لون القمر إلى الأحمر خلال الخسوف الكلي نظرًا لأن أشعة الشمس تمر عبر الغلاف الجوي للأرض. حيث يتم تشتيت الأطوال الموجية الزرقاء، مما يمكّن الضوء الأحمر فقط من الوصول إلى القمر. بينما اللون الأخضر المزرق الذي يظهر على الحواف ناتج عن تأثير طبقة الأوزون على الأشعة الشمسية.
أهمية الخسوف العلمية
يتيح هذا الحدث للفلكيين دراسة الغلاف الجوي للأرض وجمع بيانات هامة حول الهباء الجوي والغازات والرماد البركاني، وكذلك تأثيرها على الضوء. أظهرت الدراسات أيضًا أن سطح القمر يبرد بسرعة فائقة خلال الخسوف، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى أكثر من 100 درجة مئوية في أقل من ساعة، ما يساعد في كشف خصائصه الحرارية وتركيب تربة وصخور القمر بدقة أكبر.
نصائح للمراقبة
للاستمتاع بمشاهدة هذه الظاهرة الرائعة، يوصى باختيار مكان مفتوح بعيد عن التلوث الضوئي، واستخدام منظار أو تلسكوب صغير لرؤية الألوان الدقيقة، بالإضافة إلى تصوير مراحل الخسوف المختلفة لمتابعة التغيرات اللونية.
الخاتمة
يعتبر الخسوف الكلي للقمر حدثًا يجمع بين الجمال الفلكي والفائدة العلمية، ويمنح كل من الهواة والباحثين فرصة نادرة لمراقبة الظواهر الطبيعية وفهم الكون بشكل أعمق.
تعليقات