قمة منظمة شنغهاي: تعزيز الدور الصيني في الساحة العالمية
تستعد الصين لاستقبال قادة دوليين بارزين، في مقدمتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، وذلك في قمة منظمة شنغهاي للتعاون التي ستعقد في مدينة تيانجين. تأتي هذه الفعالية وسط تحولات جيوسياسية سريعة، حيث تسعى الصين لتعزيز نفوذها كقوة عالمية يمكنها استقطاب شركاء من مختلف أنحاء العالم، وخصوصاً من دول “الجنوب العالمي”.
تعزيز النفوذ الصيني في السياسة العالمية
تعمل بكين على استغلال تراجع الثقة في الولايات المتحدة وسياساتها لتقديم نفسها كبديل استراتيجي موثوق، مما يسمح لها بموازنة النفوذ الأمريكي المتزايد. بجانب قمة منظمة شنغهاي للتعاون، تخطط الصين أيضاً لإقامة احتفالات عسكرية ضخمة في بكين بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية. يرى مراقبون في هذا الأمر محاولة لإعادة صياغة الذاكرة التاريخية للحرب، وتأكيدا للدور المحوري الذي لعبته الصين والاتحاد السوفيتي في تحقيق النصر.
يعتبر محللون أن هذه الأحداث لا تقتصر فقط على فعاليات سطحية، بل تعكس تحولاً استراتيجياً عميقاً في موازين القوى العالمية. تسعى الصين لتقويض الرواية الغربية حول الهيمنة وبناء نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب. تتمثل أهداف بكين في تعزيز قوتها الاقتصادية والعسكرية، وتحقيق دور مهيمن على الساحة الدولية، والذي يعكس أيضاً تطلعات عدد من الدول التي تشعر بأنها مستبعدة من نفوذ القوى الكبرى الحالية.
من المتوقع أن تتركز المناقشات في القمة على عدة موضوعات رئيسية تشمل التعاون الأمني والاقتصادي، بالإضافة إلى قضايا مواجهة التحديات العالمية مثل تغير المناخ والأوبئة. تكمن أهمية هذا الحدث في سياق البحث عن توازن جديدة في العلاقات الدولية، ويعتبر فرصة للصين لتقوية تحالفاتها مع الدول الشريكة في مختلف الأصعدة. بفضل هذه التحركات، تظهر الصين تصميمها على تعزيز وجودها الثقافي والسياسي على المسرح العالمي.

تعليقات