الرياض وواشنطن تعززان شراكتهما لتأمين سلاسل الإمداد العالمية للمعادن الأساسية

تعزيز التعاون السعودي الأمريكي في مجالات الصناعة والتعدين

افتتح وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر بن إبراهيم الخريف زيارته الرسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يرأس وفدًا رفيع المستوى من القطاعات الصناعية والتعدينية. يهدف هذا الوفد إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بين المملكة والولايات المتحدة وتطوير الشراكات الاستراتيجية في مجالات الصناعة والتعدين، بالإضافة إلى استكشاف فرص استثمارية جديدة في هذا القطاع الحيوي، بما في ذلك الصناعات التحويلية والسيارات والطيران والأجهزة الطبية والغذاء.

تستمر زيارة الخريف حتى 28 أغسطس الجاري، حيث سيلتقي خلالها عددًا من كبار المسؤولين الأمريكيين مثل وزير الطاقة كريس رايت ووزير التجارة في ولاية نورث كارولاينا لي ليلي، كما سيتعاون مع قادة من مختلف الشركات البارزة في مجال الصناعة والتعدين مثل General Mills، وLilac Solutions، وRTX، وInternational Flavor & Fragrances، وIBM Quantum Innovation Center، مما يدل على التزام المملكة بعدم تطوير وتعميق شراكاتها الدولية في هذه المجالات ونقل المعرفة والتقنية.

تركز الزيارة على تعزيز التعاون في مجال التعدين والمعادن الاستراتيجية ذات الطلب المتزايد عالميًا، وذلك في إطار مذكرة التعاون الموقعة بين وزارة الصناعة والثروة المعدنية ووزارة الطاقة الأمريكية، والتي تستهدف تأمين سلاسل إمداد تلك المعادن. بالإضافة إلى ذلك، تم توقيع اتفاقية بين شركة معادن وشركة MP Materials الأمريكية لتطوير سلاسل إمداد العناصر الأرضية النادرة، دعمًا للانتقال إلى الطاقة النظيفة.

تسعى الزيارة لتعزيز الابتكار وتقنيات التصنيع المتقدم في المملكة، حيث يتم تشجيع المنشآت الصناعية على تبني تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، بما في ذلك الأتمتة والذكاء الاصطناعي. يهدف برنامج مصانع المستقبل إلى تحويل المصانع بشكل ذكي، مما يسهم في زيادة الكفاءة وتقليل التكاليف التشغيلية.

تعكس زيارة الخريف إلى الولايات المتحدة الفرص المتاحة في القطاعات الصناعية ذات الأولوية في الاستراتيجية الوطنية للصناعة، وتستعرض ممكنات جذب الاستثمارات الأجنبية، بما في ذلك برنامج الحوافز المعيارية الذي يغطي 35% من تكاليف الاستثمار الرأسمالي.

تُعتبر الولايات المتحدة الشريك الاقتصادي الأول للمملكة في منطقة الشرق الأوسط، حيث بلغت التجارة غير النفطية بين البلدين 69.7 مليار ريال في عام 2024. واستمرت أكثر من 1,300 شركة أمريكية في العمل داخل المملكة، مما يعكس ارتفاع مستوى الثقة لدى المستثمرين في النظام الصناعي المحلي.

تتضمن الشركات الأمريكية الرائدة في المملكة Caterpillar وJohn Deere وPepsiCo، في حين تعكس المشاريع المشتركة مثل تلك التي بين الشركة العربية السعودية للاستثمارات الصناعية (دسر) وباكر هيوز، توسيع الاستثمارات الأمريكية في القطاع الصناعي السعودي.

تشمل الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة حوالي 770 مليار دولار، حيث تمثل استثمارات صندوق الاستثمارات العامة 40% من محفظته العالمية. وقد تم توقيع اتفاقيات ثنائية مؤخرًا مع الجانب الأمريكي تجاوزت قيمتها 600 مليار دولار، تغطي عدة قطاعات حيوية.

هذه الزيارة تأتي في إطار تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تعزيز مكانة المملكة كمركز عالمي في مجالات الصناعة والتعدين من خلال تعميق الشراكات الدولية واستقطاب الاستثمارات النوعية لنقل المعرفة والتقنية إلى المملكة.