التحالف السعودي المصري: استراتيجية ردع لتعزيز الأمن في مواجهة التعنت الإسرائيلي

العلاقات السعودية المصرية وتأثيرها على الأمن العربي

تواصل إسرائيل متابعة تطورات المشهد العربي، خصوصاً العلاقات الثنائية بين السعودية ومصر. وقد أكدت في تقاريرها أن كلا الدولتين تتناولان ملفات مختلفة برؤى خاصة تعكس مصالحهما، ولكن العلاقات التي تجمعهما تبقى استراتيجية ولا يمكن لأحد التأثير عليها، خاصة في ظل التحديات التي تتعلق بالأمن العربي. تشمل هذه الملفات أمن البحر الأحمر، غزة، لبنان، سوريا واليمن، مما يستدعي تعاونًا مشتركًا لمعالجتها بفعالية.

فوجئت إسرائيل، بالإضافة إلى عدد من الدول المتربصة، بلقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والأمير محمد بن سلمان في نيوم، حيث أظهر الزعيمان للعالم أن العلاقات السعودية المصرية ثابتة ومتينة. إن هذه الزيارة تأتي في إطار العلاقات التاريخية بين البلدين، وهما يمثلان العمود الفقري للتضامن العربي. يظهر هذا من خلال الزيارات العديدة للأمير محمد بن سلمان إلى مصر، والتي بلغت ثماني زيارات منذ أبريل 2015، بالإضافة إلى الزيارات المتكررة للرئيس السيسي إلى السعودية التي تصل إلى أحد عشر زيارة. هذا يعكس حرص القيادة في كلا البلدين على تطوير التعاون وتحفيز العمل المشترك، خاصة في أوقات الأزمات، من أجل تعزيز استقرار المنطقة وحماية وحدة أراضيها ومؤسساتها الوطنية.

التعاون العربي في مواجهة التحديات

تسعى الدولتان إلى تنفيذ رؤية واضحة في ضمان الأمن الإقليمي، خصوصاً في ضوء التحولات التي تحاول إسرائيل فرضها، لا سيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية. ترفض إسرائيل فكرة إنشاء دولة فلسطينية، بينما تحشد السعودية التأييد العالمي لخلق هذه الدولة. هناك نوع من الإجماع الدولي غير المسبوق حول هذا الموضوع، ومع شراكات أوروبية وعربية، يقود التحالف جهوداً ملموسة لتحقيق هذه الرؤية. في المقابل، تسعى إسرائيل لتعزيز شراكتها الاقتصادية مع الهند ودول الخليج، إلا أنها تواجه رفضاً سعودياً صارماً لأي تعاون قبل إقامة الدولة الفلسطينية.

كذلك، تصر القوات الإسرائيلية على مواصلة عملياتها في غزة وتجري مفاوضات تحت ضغط العمليات العسكرية، بينما تضع شروطاً تعقد مساعي الهدنة. ومع استمرار الوضع الراهن، من غير المتوقع أن تظل السعودية ومصر صامتتين إزاء ما يحدث في غزة. التاريخ يشهد على دعم السعودية للبوسنة في تسعينيات القرن الماضي، مما يبرز قدرتها على العمل الفعال في الأزمات.

تقوم إسرائيل بإدارة دبلوماسية معقدة داخلياً وعالمياً، حيث تسعى إلى إنكار المجاعة التي تعاني منها غزة، رغم وجود تقارير أممية تؤكد انتشارها. وبدوره، وصف الأمين العام للأمم المتحدة الوضع بأنه “كارثة من صنع الإنسان”، داعياً إلى وقف إطلاق النار وإتاحة المساعدات الإنسانية. تظل هذه الحال وصمة عار على المجتمع الدولي، مما يتطلب من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن التحرك العاجل لإنهاء الكارثة الإنسانية.