خبراء يؤكدون لـ ‘اليوم’: توثيق الكائنات البحرية يعزز الاقتصاد الأزرق ويعكس أهداف رؤية 2030

وثّق المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية مشاهدات استثنائية لأكثر من 1219 من الكائنات البحرية الكبيرة، من بينها أنواع نادرة ومهددة بالانقراض، على امتداد سواحل المملكة في البحر الأحمر والخليج العربي. ويعتبر هذا الإنجاز تأكيداً على نجاح الجهود الوطنية الرامية إلى حماية النظم البيئية البحرية. وأوضح المركز أن عمليات الرصد قد سجلت 1060 كائناً بحرياً كبيراً في البحر الأحمر و159 في الخليج العربي، مشيراً إلى أن هذه المبادرات تأتي ضمن مساعيه المستمرة للحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيز الدور الريادي للمملكة في المبادرات البيئية العالمية.

إنجازات المملكة في حماية البيئة البحرية

أكد المركز أن هذه المنجزات تكشف عن جهودها المتواصلة للحفاظ على النظم البيئية البحرية ودعم استدامة الموارد الطبيعية، فضلاً عن تعزيز مكانة المملكة كداعم رئيسي للمبادرات البيئية البحرية على المستوى العالمي. كما أشار إلى أن هذه الجهود تعزز وعي المجتمع بأهمية المحافظة على ثروات البيئة البحرية للأجيال القادمة.

تعزيز التنوع الأحيائي والاقتصاد الأزرق

في هذا السياق، أكد مختصون أن المشاهدات الاستثنائية للكائنات البحرية الكبيرة على سواحل المملكة تعكس إنجازاً وطنياً يعزز التنوع الأحيائي ويصون النظم البيئية البحرية. وأوضحوا أن توثيق أكثر من 1219 كائناً يسهم في بناء قاعدة بيانات وطنية تدعم تنمية الاقتصاد الأزرق والسياحة البيئية، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية 2030. وأكدت الأستاذة المساعدة في علوم البيئة، الدكتورة عهود العمري، أن رؤية الحيتان في وسط البحر الأحمر تمثل صورة مبهرة لجمال الحياة البحرية وأهميتها البيئية.

كما أكدت العمري أن تسجيل أنواع نادرة ومهددة بالانقراض يعكس الجهود المبذولة في مجال حماية الكائنات الفطرية، مشيرة إلى أن هذه المبادرات تكاملت مع البرامج الوطنية الرامية إلى تعزيز جودة النظم البيئية وزيادة التكاثر الطبيعي للأحياء المائية. وأوضحت أن حماية البيئة البحرية لا تقتصر فوائدها على الجوانب البيولوجية، بل تسهم أيضاً في تنمية الاقتصاد الأزرق وتعزيز فرص السياحة البيئية، مما يتوافق مع أهداف رؤية السعودية 2030.

وأضافت أن التصدي لمخاطر التغير المناخي يزداد أهمية، وأن المملكة قد أصبحت نموذجاً يُحتذى به في التوازن بين حماية البيئة واستثمار مواردها بشكل مستدام. وشددت على أن هذه الجهود لا تتوقف عند الزمن الحالي، بل هي استثمار للمستقبل من أجل الأجيال القادمة، مما يعزز من مكانة المملكة كقوة رائدة في حماية الطبيعة وصون ثرواتها.

تنوع الحياة البحرية في سواحل المملكة

من جهته، أكد المختص في علوم البحار أسامة أحمد، أن سواحل المملكة، سواء في البحر الأحمر أو الخليج العربي، تكتنز تنوعاً غنياً من الكائنات البحرية، مما يُظهر أهمية المملكة كمصادر بيئية بحرية. وأوضح أن توثيق مشاهدات الكائنات البحرية الكبيرة يأتي ضمن المشاريع والبحوث التي ينفذها المركز، والتي تُركز على حماية النظم البيئية البحرية واستدامتها، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.

وأشار أسامة أحمد إلى أن تسجيل أكثر من 1219 كائناً بحرياً كبيراً، بما في ذلك 159 في الخليج العربي و1060 في البحر الأحمر، يُعزز من قاعدة البيانات الوطنية للتنوع الإحيائي، ويساعد في تحديد المواقع الأكثر أهمية بيئياً. وبيّن أن هذه الجهود تعكس فاعلية عمل المركز في المجال البيئي، وتدعم تنمية السياحة البيئية وزيادة الوعي المجتمعي بأهمية البيئة البحرية، مما يسهم في تقوية مساعي المملكة كدولة رائدة عالمياً في حماية الحياة البحرية والحفاظ عليها للأجيال القادمة.