تزايد أعداد الأثرياء في دبي
تشهد دبي تدفقاً غير مسبوق للأثرياء من مختلف أنحاء العالم، وخصوصاً من الدول الغربية، نتيجة لعدم فرض ضريبة على دخل الأفراد وتوفر نمط الحياة الفاخر الذي أصبح من الصعب الحصول عليه في بلدانهم. وهذا يجعل دبي تحتفظ بمكانتها كوجهة مفضلة لأصحاب الثروات من جيرانها، بينما يشير الخبراء إلى تزايد ملحوظ في أعداد القادمين من البلدان الغربية.
الهجرة إلى الإمارات
تتوقع شركة «هينلي آند بارتنرز» المتخصصة في شؤون الإقامة والجنسية استقطاب الإمارات هذا العام لعدد قياسي يصل إلى 9,800 مليونير، وهو ما يعد الأعلى على مستوى العالم. الإمارات تواصل تحديد مكانتها كوجهة جاذبة للأثرياء، بفضل ما تقدمه من استقرار سياسي واقتصادي، ومعدلات جريمة منخفضة، بالإضافة إلى بيئة عمل مرنة وسهولة الوصول إلى أسلوب حياة مترف. نظام «التأشيرة الذهبية» الذي يتيح إقامة طويلة الأمد تصل إلى 10 سنوات، يعد من العوامل الجاذبة للموهوبين وأصحاب الثروات الكبيرة.
تسعى دبي، على وجه الخصوص، لتكون وجهة للمؤثرين وعشاق الرفاهية، حيث أصبحت تحتضن واحداً من أكبر المراكز التجارية في العالم، ويضم منحدراً للتزلج وأطول ناطحة سحاب، بالإضافة إلى جزيرة نخلة جميرا الشهيرة. يتنوع القادمون إليها من مهنيين في الثلاثينيات والأربعينيات، ومؤسسي شركات تكنولوجيا، وأبناء رجال أعمال، ومستشارين، ومديري صناديق استثمار.
من بين المغادرين، مؤسس شركة برمجيات سحابية يبلغ من العمر 42 عامًا انتقل من بريطانيا إلى الإمارات بسبب المخاوف من فرض ضرائب على أرباح شركته، مما جعل بريطانيا واحدة من أكبر الدول المصدّرة للمليونيرات. التعديلات الأخيرة في السياسة الضريبية البريطانية، وبالأخص ما يتعلق بوضع «غير المقيم الدائم»، أدت إلى تسريع هذا النزوح. تشير التقديرات إلى أن بريطانيا قد تخسر 16,500 مليونير هذا العام.
على صعيد الشخصيات البارزة، أعلن الملياردير جون فريدريكسن، في تصريحات لوسائل الإعلام النرويجية، عن قراره الانتقال إلى الإمارات بسبب مشكلات في بريطانيا. في بودكاست بعنوان «بناء الثروة بلا حدود»، أشار ماكس ماكسويل، الرئيس التنفيذي لشركة «بادكو للعقارات»، إلى أنه انتقل من الولايات المتحدة إلى دبي بحثاً عن نمط حياة أفضل لنفسه وعائلته بنفس التكاليف تقريبًا.
فيليب أمارانت من شركة «هينلي آند بارتنرز» في دبي، يؤكد أن الأثرياء يسعون للحفاظ على ثرواتهم وإدارة أعمالهم في بيئة تتسم بنقص شديد في الإجراءات البيروقراطية. وقد أرسلت الإمارات رسالة واضحة بأنهم منفتحون على الأعمال. فيصل دوراني، رئيس قسم أبحاث الشرق الأوسط في شركة نايت فرانك، يشير إلى أن الأثرياء بدأوا يجلبون عائلاتهم وأعمالهم ومكاتبهم الخاصة إلى دبي.
تظل دبي واحدة من أكثر المدن احتضاناً للمليونيرات، حيث تضم 81,200 مليونير و20 مليارديراً وفقاً لـ «هينلي آند بارتنرز». وفيما يخص سوق العقارات الفاخرة، تفوقت دبي على نيويورك ولندن معًا ببيع 435 عقارًا تجاوزت قيمتها 10 ملايين دولار في العام الماضي. دوراني يعتقد أن العقارات الفاخرة في الإمارات تبقى أكثر «منطقية» مقارنة بنظيراتها في الغرب، حيث يمكن للعميل في دبي أن يحصل على مبنى كامل بنفس المبلغ الذي قد يُطلب فيه شقة بـ 100 مليون دولار في موناكو أو سويسرا.
تعليقات