شراكة إماراتية أنغولية واعدة تُعزز التجارة غير النفطية بـ 2.2 مليار دولار

تعزيز العلاقات الإماراتية الأنغولية

تشكل زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة “حفظه الله”، إلى جمهورية أنغولا الصديقة نقطة انطلاق مهمة في سبيل تعزيز التعاون بين الإمارات وأنغولا في شتى المجالات الحيوية، بما يتماشى مع أولويات التنمية ويسهم في خير البلدين وشعبيهما.

تعميق الشراكة بين الإمارات وأفريقيا

تعكس العلاقات الثنائية بين الدولتين جانباً متميزاً من الشراكة المتنامية التي تسعى الإمارات لبناءها مع القارة الأفريقية ككل، بهدف دعم الازدهار والمساهمة في جهود الدول الأفريقية لمواجهة التحديات المستقبلية وتقديم الحلول المبتكرة لها. منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين الإمارات وأنغولا عام 1997، شهدت العلاقات تحسناً كبيراً، حيث ساهمت اللقاءات الرسمية والزيارات المتبادلة بين قيادات البلدين في دفع التعاون المشترك إلى آفاق جديدة.

تتسم العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية أنغولا بالتعاون الوثيق والتنسيق المشترك في جميع المجالات. لتعزيز هذا التعاون، تم توقيع العديد من الاتفاقيات الثنائية، ومنها اتفاقية إلغاء الازدواج الضريبي في فبراير 2018، واتفاقية تعزيز وحماية الاستثمار المتبادل في أبريل 2017، واتفاقية التعاون في مجال الطيران في أبريل 2021.

تسعى دولة الإمارات إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع أنغولا من خلال استثمارات كبيرة في مجموعة من القطاعات الحيوية كالطاقة والتكنولوجيا والخدمات اللوجستية البحرية، كما تظل الفرص متاحة للتوسع في مجالات أخرى مهمة مثل الأمن الغذائي والزراعة.

بلغ حجم التجارة غير النفطية بين الإمارات وأنغولا 2.2 مليار دولار أمريكي في عام 2024، بنسبة نمو قدرها 36.3 % مقارنة بعام 2019. شهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين نمواً ملحوظاً منذ عام 2021، حين تم تبادل مذكرة تفاهم للتعاون بين شركة أبوظبي للطاقة “مصدر” ووزارة الطاقة والمياه في أنغولا لتنفيذ برنامج للطاقة الشمسية وتخزين الطاقة. كما تم توقيع مذكرة نوايا بين شركة موانئ أبوظبي ووزارة النقل الأنغولية للتعاون في قطاع النقل، بالإضافة إلى مذكرات تفاهم بين مجموعة “إيدج” وحكومة أنغولا لتحسين التعاون في التحول الرقمي.

في عام 2023، أبرمت مجموعة موانئ أبوظبي عدة اتفاقيات استراتيجية مع مؤسسات أنغولية، بما في ذلك اتفاقية إطارية مع وزارة النقل تهدف إلى تطوير البنى التحتية البحرية في البلاد. كما تم إنشاء مشروع مشترك مع شركة “يونيكارغاس” الخدمات اللوجستية، والتي تدير محطة متعددة الأغراض في ميناء لواندا، وهو الميناء الرئيسي في أنغولا.

وقع مكتب أبوظبي للصادرات (أدكس) اتفاقيتين تمويليتين مع حكومة أنغولا تصل قيمتهما إلى 445 مليون درهم، لإنشاء مركزي بيانات ومنصة للحوسبة السحابية، بالإضافة إلى تركيب وصيانة إنارة الطرق بمصابيح صديقة للبيئة في عدة مدن. كما وقعت مجموعة “إيدج” عقداً بقيمة مليار يورو لبناء أسطول من الفرقاطات الحديثة للبحرية الأنغولية.

أعلنت “دبي للاستثمار” أيضاً عن توقيع مذكرة تفاهم مع شركة “E20 Investment” لزراعة 3750 هكتاراً من الأراضي الزراعية في أنغولا لدعم النمو الاقتصادي والاستدامة. وخلال “أسبوع أبوظبي للاستدامة 2023″، وقعّت شركة “مصدر” اتفاقية مع وزارة الطاقة والمياه الأنغولية لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة بقدرة إجمالية تبلغ 2 غيغاواط.

في أبريل 2024، قامت مجموعة موانئ أبوظبي بتوقيع اتفاقية امتياز مع سلطة موانئ لواندا لتحديث وتشغيل المحطة، مع استثمار يصل إلى 251 مليون دولار أمريكي. عدا عن الجانب الاقتصادي، قامت الإمارات بإطلاق عدد من المبادرات لدعم قطاعات الصحة والتعليم والتحول الرقمي في أنغولا، إذ تم إرسال 25 سيارة إسعاف ومعدات طبية متنوعة، فضلاً عن مبادرات أخرى لتعزيز البيئة التعليمية.