دور المملكة في دبلوماسية السلام العالمية
كم أنا فخور بما حققته بلادي في سياستها الخارجية عبر دبلوماسيتها الرفيعة، التي أظهرت للعالم أنها رائدة في قيادة السلام وترسيخ الأمن والسلم على الصعيدين الإقليمي والدولي. لقد حققت إنجازات بارزة في دعم القضية الفلسطينية وتعتبر هذه القضية من أولويات بلادي الوطنية والسياسية والإنسانية. تواصل دبلوماسيتنا لعب دور رئيس في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني منذ عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وكل أبنائه الملوك حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظهما الله-.
التزام المملكة بالقضية الفلسطينية
أصبح دعم بلادي للقضية الفلسطينية جزءًا لا يتجزأ من سياستها الخارجية، حيث تعد أكبر داعم تاريخي للقضية على المستوى العربي والعالمي. لا شك أن مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- في عام 2002 تشكل ركيزة أساسية لحل النزاع، حيث تنص على انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي المحتلة وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. لا تزال بلادي متمسكة بهذه المبادرة لتجسيد حل شامل وعادل.
استمرت بلادي في توظيف ثقلها العربي والإسلامي والدولي في مؤتمر حل الدولتين الأخير، الذي أثمر عن اعتراف 147 دولة بفلسطين من أصل 193 دولة في منظمة الأمم المتحدة. لقد قادت بلادي هذا المؤتمر بهدف التصدي للانتهاكات الإسرائيلية وإيجاد حل فوري للصراع. وقد لاقت دعوات المملكة للاستناد إلى مبادرة السلام العربية تداولاً واسعاً، حيث اعتبرها العديد من الدول خياراً للسلام.
كان لحضور سمو الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية، دور بارز في نجاح المؤتمر، حيث عبرت كلمته عن وضوح الرؤية السعودية في دعم القضية الفلسطينية وتفعيل التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين. وقد عبر رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، عن امتنانه لهذه الجهود، مؤكداً أن المملكة ساهمت بشكل كبير في نضوج الاعترافات الدولية لفلسطين. بالإضافة إلى ذلك، أسهم المؤتمر في الوقوف أمام السياسات الإسرائيلية والتأكيد على الحاجة الملحة لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة.
في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، تجاوزت التبرعات الإغاثية من بلادي أكثر من 725 مليون ريال سعودي منذ بداية العدوان الإسرائيلي على القطاع. هذه الجهود تعكس التزام بلادي الراسخ لدعم الأشقاء الفلسطينيين، حيث أكد مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تقديم مساعدات إنسانية وإغاثية تتجاوز 7.5 مليون طن، تشمل مواد غذائية وطبية وإيوائية.
ختامًا، يظل دور بلادي مؤثرًا وفعّالاً في تعزيز السلم والأمن الدوليين. إذ تسعى المملكة إلى حل جذري للأزمات عبر مبادرات حقيقية، مما يجعلها مركزًا لصناعة السلام الدولي، مع التأكيد على أهمية القضية الفلسطينية كجزء من استراتيجية أوسع لتحقيق استقرار إقليمي شامل.
تعليقات