حاكم دارفور: السودان على حافة التقسيم

تحذيرات من تقسيم السودان

أعرب حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، عن قلقه العميق تجاه خطر تقسيم السودان، مشيراً إلى أن بعض المسؤولين السودانيين تخلوا عن إقليم دارفور بعد أن تمكنوا من السيطرة على وسط البلاد. وخلال كلمته أمام تجمعٍ لزعماء القبائل في مدينة بورتسودان، أشار مناوي، الذي يتولى رئاسة حركة تحرير السودان، إلى وجود «خطط لتقسيم السودان»، مؤكدًا على ضرورة وقوف الشعب ضد هذه الخطط وعدم السماح بتحقيقها. كما أكد أنه لا يمكن تقسيم السودان وفق الأجندة التي تسعى خلفها قوات الدعم السريع، موضحاً أنه تلقى اتصالاً من سفير لدولة عظمى، تطلب منه رأيه حول إمكانية تشكيل ثلاث حكومات في البلاد. ورغم الأوضاع الصعبة، أكد أن توحد جميع الأطراف المعارضة لمشروع الدعم السريع كفيل بمنع تشكيل حكومة موازية.

مخاطر وتحديات الإقليم

وأشار مناوي إلى أن بعض المسؤولين السودانيين يعتقدون أن السيطرة على ولايتي الجزيرة والخرطوم تكفي، مستندين إلى أن المناطق الطرفية تعاني من صراعات قديمة. وأوضح أن هناك مسؤولًا حكوميًا بارزًا يعتقد أن الحرب خارج العاصمة الخرطوم لا تمثل أهمية، مشددًا على أهمية دارفور كمنطقة غنية بالثروات والموارد ومكونة من أعراق متنوعة مرتبطة بدول أفريقية. في السياق نفسه، استعاد الجيش السوداني السيطرة على ولايتي الجزيرة والخرطوم خلال شهري يناير ومارس وأجبر قوات الدعم السريع على الانسحاب إلى مناطق دارفور وكردفان.

وفي وقت لاحق، أعلنت قوات الدعم السريع عن تشكيل حكومة موازية في السودان، مما أثار تحذيرات من الأمم المتحدة بشأن المخاطر المحتملة على وحدة البلاد.与此同时، حذر ناشطون في شمال دارفور من أن مدينة الفاشر تمر بأحد أسوأ الأزمات الإنسانية، حيث تسير نحو مجاعة محققة بسبب الحصار المفروض من قبل قوات الدعم السريع. وقد توقفت جميع المطابخ الخيرية المحلية المعروفة بـ«التكايا»، في ظل غياب الاستجابة الدولية الضرورية.

وبحسب التقارير، فإن حصار الفاشر دخل شهره الخامس عشر دون أية مؤشرات على تحسن الأزمة الإنسانية. وأفاد بارتفاع عدد الوفيات بسبب مرض الكوليرا إلى 49 خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية في معسكرات النزوح. ورصد العدد الإجمالي للإصابات منذ بداية انتشار المرض في يونيو الماضي حتى الآن أكثر من 2719 حالة، مع الحاجة إلى إدخال 93 حالة إلى مراكز العزل، من بينهم 11 طفلاً.

كذلك، في ولاية غرب كردفان المجاورة لدارفور، أفادت غرفة طوارئ دار حمر عن إصابة 250 مواطنًا بالكوليرا ووفاة 15 في مناطق الإيواء، حيث نزح سكان الريف الغربي والجنوبي لمدينة النهود نتيجة الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع. وأكدت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في السودان، أن الكوليرا قد تفشّت في دارفور، مع ارتفاع مقلق في أعداد المصابين في مراكز النزوح. وتجاوز العدد الإجمالي للإصابات 2500، بالإضافة إلى 46 حالة وفاة.