إسرائيل تعترف بالفشل الاستراتيجي: الرهان لم يحقق نتيجة والقضاء على حماس لا يزال بعيدًا
المأزق الأخلاقي والسياسي لإسرائيل في غزة
تناولت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية بمقال قوي تفاصيل المأزق الأخلاقي والسياسي الذي تعاني منه إسرائيل بسبب التجويع الممنهج في قطاع غزة.
الأزمة الإنسانية وتأثيرها على الصورة الدولية
أشارت الصحيفة إلى أن العالم لا يشاهد إلا صورة طفل جائع، وهي صورة تفوق قدرتنا على التفسير بالعقل، وما يحدث يعكس أزمة أعمق من مجرد فشل إعلامي، حيث أن المشكلة ليست في القدرة على الترويج بل في الواقع المرير نفسه. ولفتت إلى أنه لم يعد هناك تبريرات مقنعة يمكن تقديمها أمام مشهد طفل يفتقر إلى الغذاء، وأن الدليل على ذلك هو تنامي مشاعر الإحباط جراء التصرفات الحالية.
وفي مقالة أخرى ذات صلة، استعرض المحلل غادي عازرا الحالة غير المسبوقة التي شهدتها الحرب، حيث تحولت المساعدات الإنسانية التي كانت تهدف إلى تحصين صورة إسرائيل إلى عوامل تقوض شرعيتها. فقد اشتكى من غياب التنسيق وسوء إدارة تلك المساعدات، مما أدى إلى تحول نقاط توزيع الغذاء إلى أماكن للفوضى والصراع، مما زاد من ضعف موقف إسرائيل عالميًا بدلاً من تحسينه. وذكر أن “الجوع” هو من أكبر دوافع الضمير الإنساني الذي لا يمكن تجاهله، وأن الهدف من هذه المساعدات لم يُحقق كما كان متوقعًا.
علاوةً على ذلك، أشار الكاتب عكيفا لام إلى الفشل الاستراتيجي الإسرائيلي، حيث لم تتمكن الحكومة حتى الآن من تحقيق أي من أهدافها المعروفة، مثل تحرير الرهائن أو إنهاء سيطرة حماس. وخلال ذلك، تزداد الضغوط العسكرية التي لا تؤدي سوى إلى نتيجة واحدة، وهي مزيد من الخسائر البشرية، مما يبرز الفشل المستمر في الاستراتيجيات المتبعة. وأكد أن الصور القادمة من القطاع، مثل الأطفال الجائعين والعائلات التي فقدت منازلها، تترك أثرًا قويًا على المجتمع الدولي، حيث أن الخطاب قد تجسد في من يتحمل مسؤولية استمرار هذه الحرب.
في النهاية، الغضب المتزايد في أوساط العالم الخارجي تجاه الوضع الحالي لا يمكن إنكاره، حيث أن الروايات الإسرائيلية لم تعد تثير الاهتمام كما كانت في السابق. العالم يركز على الواقع الأليم، وليس على سياسات الحكومات أو العمليات المعقدة التي تحاك في الكواليس. وأحاط النقاد بأن تجاهل الواقع الحالي سيؤدي إلى مزيد من الانهيار الأخلاقي والتقويض السياسي، داعين إلى ضرورة إنهاء الحرب والبحث عن حلول ملموسة تعيد الاعتبار للمصداقية المفقودة لإسرائيل.

تعليقات