نهاية المعارك: استنفاد قدرات القتال في غزة

إرهاق الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة

في تصريح جديد من المراسل العسكري في صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، آفي أشكنازي، خلال حديث إذاعي على الهواء، تم الكشف عن أن رئيس الأركان الإسرائيلي، إيال زامير، أبلغ السلطات السياسية بأن “الجيش استنفد قدراته القتالية”، مما يعكس تزايد الإرهاق بين الجنود العاملين في قطاع غزة.

تدهور الكفاءة العملياتية

أكد أشكنازي أن إصابة ثمانية جنود من وحدة الهندسة القتالية يوم الخميس الماضي نتيجة انفجار وسائل قتالية داخل ناقلة جند مدرعة تعكس استمرار العمليات المكثفة التي يخوضها الجيش على مدار الساعة في قطاع غزة. هذا الوضع يدل على الانخفاض المستمر في الكفاءة العملياتية للجنود. كما أشار إلى التأثير السلبي على الأداء نتيجة للضغوط المتزايدة.

أضاف المراسل أن تشغيل كتلة عسكرية كبيرة لفترة ممتدة لا يسير دائمًا بسلاسة، إذ يبدأ التآكل الطبيعي للأسلحة والتجهيزات، مما ينعكس سلبًا على مستوى أداء الجنود الذين يتعرضون للإرهاق الشديد. وعبر عن ذلك بقوله: “إذا افترضنا وجود جندي نام في ناقلة جند مدرعة لمدة ثمانية أشهر، فما هو مستوى جاهزيته؟ بالتأكيد ليس كما هو في اليوم الأول”.

وفي إشارة إلى مظاهر الإرهاق لدى الجنود، أوضح أشكنازي أن التغييرات أصبحت واضحة حتى في التفاصيل الصغيرة، مثل كيفية التعامل مع الأسلحة وإغلاق الأجزاء الواقية، حيث تُعتبر كلها مؤشرات واضحة على الإرهاق العميق الذي يعاني منه الجنود.

وأشار إلى أن الوضع الراهن بات يتطلب إعادة التقييم والتفكير، حيث أصر على ضرورة وقف العمليات العسكرية وإعادة النظر في الأهداف المحددة. وأكد أن هذا ما أبلغه رئيس الأركان للمستوى السياسي، وذلك بناءً على التطورات الحالية التي تستدعي إعادة بناء القوة العسكرية وتحسين الاستعدادات للعمليات المستقبلية.

في ظل هذه الظروف، يتوجب على القيادة العسكرية أن تعي بأن القتال لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، وبالتالي فإن تحديد أهداف واضحة والسعي نحو إعادة بناء القوة يصبح أمرًا ضروريًا للحفاظ على الفعالية القتالية العائدة للجيش. هذا الأمر يترتب عليه إعادة النظر في الاستراتيجيات المتبعة ووضع خطط عمل جديدة تتماشى مع المتغيرات الحاصلة.