أسعار النفط تتراجع مع تهدئة الأوضاع الجيوسياسية وتوقعات بزيادة إمدادات «أوبك+» في 2025

شهدت أسعار النفط انخفاضًا ملحوظًا في مستهل تعاملات يوم الاثنين، متأثرة بتراجع حدة التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى التوقعات بزيادة إنتاج تحالف «أوبك+» خلال شهر أغسطس المقبل. يأتي هذا الانخفاض في ظل حالة عدم اليقين بشأن الطلب العالمي على النفط، حيث تظهر الأسواق علامات متضاربة.

تراجع أسعار النفط وسط تراجع المخاطر الجيوسياسية

تراجعت أسعار النفط بشكل لافت خلال جلسة تداول الاثنين، حيث انخفضت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 13 سنتًا، بما يعادل 0.19%، ليصل سعر البرميل إلى 67.64 دولارًا عند الساعة 03:44 بتوقيت جرينتش، قبل انتهاء عقد أغسطس في نفس اليوم. كما هبط عقد سبتمبر الأكثر تداولًا بمقدار 18 سنتًا ليصل إلى 66.62 دولارًا، فيما شهد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي تراجعًا قدره 32 سنتًا، بنسبة 0.49%، ليبلغ 65.20 دولارًا للبرميل. يأتي هذا التراجع في وقت يشهد فيه المشهد الجيوسياسي تحسنًا نسبيًا بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، في أعقاب حرب قصيرة استمرت 12 يومًا بدأت في 13 يونيو، مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 80 دولارًا للبرميل قبل أن تتراجع للادنى.

انخفاض أسعار الخام نتيجة لتحسن الأوضاع

لاحظ المحلل توني سيكامور أن الأسواق قد ألغت معظم العلاوة الجيوسياسية التي كانت مدمجة في أسعار النفط نتيجة تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل. في سياق متصل، أفاد أربعة مندوبين من تحالف «أوبك+» بأن المجموعة تعتزم زيادة الإنتاج بنحو 411 ألف برميل يوميًا خلال شهر أغسطس، وهي الزيادة الخامسة على التوالي. على الرغم من هذه الزيادة المرتقبة في الإنتاج، تستمر المخاوف بشأن ضعف الطلب العالمي، خاصة من السوق الصينية التي أظهرت بياناتها انكماشًا للشهر الثالث على التوالي، مما يعكس استمرار الضغوط على سوق النفط.

على صعيد آخر، أظهرت بيانات شركة بيكر هيوز في الولايات المتحدة انخفاض عدد الحفارات النشطة بمقدار 6 حفارات، ليبلغ العدد الإجمالي 432 حفارة، وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر 2021، مما قد يؤثر على نمو الإنتاج الأمريكي على المدى القصير.

من جانب آخر، شهدت أسواق الأسهم الهندية تراجعًا ملحوظًا بسبب موجة جني أرباح في القطاع المالي، رغم استمرار تدفق الاستثمارات الأجنبية، ما يعكس حالة من التوتر وترقب النتائج الاقتصادية القادمة.

تجدر الإشارة إلى سعر الدولار مقابل الجنيه المصري الذي شهد استقرارًا نسبيًا خلال تداولات اليوم، مع بقاء الأسعار ثابتة في ظل تقلبات الدولار عالميًا.

أخيرًا، يشير تراجع أسعار النفط إلى مجموعة من الدلالات المستقبلية، منها احتمال زيادة الإمدادات نتيجة لقرارات «أوبك+»، واستمرار ضعف الطلب من الصين، تحسين الأوضاع الجيوسياسية التي خففت المخاوف بشأن الإمدادات، وتراجع نشاط الحفارات في الولايات المتحدة الذي قد يبطئ نمو الإنتاج ويساهم في التقلبات الاقتصادية.

تستمر الأسواق في مراقبة تحركات أسعار النفط العالمية، حيث تمثل هذه العوامل تحديات واستراتيجيات للمتداولين والمستثمرين في قطاعات الطاقة.