مؤسس LinkedIn: مخاوف الذكاء الاصطناعي مبررة وجيل Z في الصدارة

في ظل تزايد المخاوف المتعلقة بتأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل، دعا ريد هوفمان، المؤسس المشارك لموقع LinkedIn، الشباب الخريجين إلى استغلال مهاراتهم في هذا المجال كوسيلة لتعزيز فرصهم. وفي فيديو حديث له عبر يوتيوب، تواصل هوفمان مع طلاب الجامعات الذين أعربوا عن قلقهم من فقدان وظائفهم نتيجة التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن تلك المخاوف مبررة. لكنه أضاف أن جيل Z، الذين نشأوا في كنف ظهور أدوات الذكاء الاصطناعي، يمتلكون ميزة فريدة تجعلهم مفضلين لدى أرباب العمل.

أكد هوفمان أن الذكاء الاصطناعي يُعيد تشكيل أماكن العمل، خاصة في الوظائف المبدئية، وهذا التغيير يوفر فرصًا جديدة للشباب للتفوق بأساليب مبتكرة، على عكس الأجيال الأكبر التي لا تزال تحاول التكيف مع التكنولوجيا الحديثة.

آراء متباينة حول الذكاء الاصطناعي

ومع ذلك، لا تتفق جميع الآراء مع رؤية هوفمان المتفائلة. فقد حذر داريو أمودي، مدير شركة “Anthropic” المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، من نتائج سلبية متوقعة، حيث رجح أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى فقدان نصف وظائف المكاتب المبدئية في غضون خمس سنوات، مما قد يرفع معدلات البطالة إلى 20%. وشدد أمودي على أن الكثير من الناس لا يدركون حجم التغيير المنتظر، ويعتبرون الأمر خيالياً.

بالنسبة لجينسن هوانغ، مدير شركة Nvidia، فقد رفض تلك التوقعات، مشيرًا في مؤتمر VivaTech 2025 إلى أن الذكاء الاصطناعي سيرفع تغيرات كبيرة في سوق العمل، لكنه سيتيح أيضًا فرصًا جديدة ويؤسس صناعات حديثة لم تكن موجودة سابقًا، موضحًا أن الأمر غير ذي صلة بالتخويف.

ذو علاقة بالذكاء الاصطناعي

في سياق مختلف، أشار هوفمان إلى أن أولئك الذين يعتقدون أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون “صديقًا” لهم مخطئون. فقد بين أن مفهوم الصداقة يتطلب علاقة متبادلة، حيث يدعم كل طرف الآخر في نموه. وهذا ما لا يمكن أن يقدمه الذكاء الاصطناعي، كما فعل في سياق التصريحات حول “الرفقاء الافتراضيين” التي تروج لها شركة Meta، لتحسين تجربة الأفراد الذين يعانون من الوحدة.

وشدد هوفمان على أن التكنولوجيا يجب أن تُستخدم بحذر، مبرزًا تجارب أكثر صراحة مثل روبوت المحادثة “Pi” من شركة Inflection AI، الذي يوضح أنه مجرد “رفيق رقمي” وليس بديلاً للعلاقات الإنسانية الحقيقية.

مع استمرار الجدل بين المتفائلين والمتشائمين بشأن الذكاء الاصطناعي، يبقى الأهم أن الأجيال الشابة لديها فرصة سانحة للاستفادة من مهاراتها التقنية في مستقبل العمل، بشرط أن تتحلى بالوعي بأن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون شريكًا في العمل وليس صديقًا في الحياة.