إبراهيم البارقي: الملحق الآسيوي يُعلن حالة الطوارئ!

حالة الرياضة السعودية وتأهل المنتخب

تعيش الرياضة السعودية حالة من الاستياء بسبب الأداء الضعيف للمنتخب الوطني في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 في الولايات المتحدة. وقد أدى ذلك إلى فقدان فرصة التأهل المباشر، مع وجود أمل ضئيل للتأهل عبر الملحق الآسيوي.

منذ بداية مشاركته في كأس العالم، كان من الضروري أن يكون للمنتخب السعودي حضور بارز على الساحة الدولية، وقد بدأ ذلك بقوة في مونديال 1994 حيث حقق إنجازًا بمسيرة مبشرة أوصلته إلى دور الـ16. على مر السنوات، رغم تفاوت مستويات المشاركات، استمر وجود المنتخب في المونديال، مما عكس طموحات كرة القدم السعودية.

ومع ذلك، تغيرت الأمور بشكل واضح؛ فقد فقد المنتخب قدرته على التأهل المباشر التي اعتاد عليها في السابق. اليوم، يتعثر المنتخب أمام فرق تاريخيًا كانت في متناوله، مما زاد من شعور الإحباط لدى الجماهير وجعلها تشعر أن المنتخب في نكسة لا تتناسب مع تاريخه العريق.

المشكلة تتجاوز اللاعبين إلى المنظومة الكروية بشكل عام، بما في ذلك الاتحاد السعودي برئاسة ياسر المسحل، الذي جاء بخطط طموحة لكن لم يتحقق منها شيء على أرض الواقع. كما يعاني المنتخب من عدم استقرار تدريبي وتكرار تغيير المدربين، بالإضافة إلى غياب استراتيجية واضحة وقوية.

في الوقت الذي تطور فيه الكثير من المنتخبات الأخرى، تجد كرة القدم السعودية نفسها مرتبطة بأداء متذبذب وأزمات إدارية. وهذا يتضارب مع رؤية المملكة 2030 التي تستهدف تعزيز جودة الحياة من خلال الرياضة، حيث صار للعبة معانٍ أعمق تتجاوز مجرد المنافسة.

في الوقت الحالي، نحن بحاجة ماسة إلى مشروع وطني يركز على التخطيط السليم والمساءلة. تدهور المستوى الحالي ليس مجرد أحداث طبيعية بل هو نتيجة للإدارة السيئة وفقدان الرؤية الفنية اللازمة. الجمهور السعودي يظل الداعم الأول للمنتخب، لكنه بدأ يشعر بالإحباط من النتائج وليس من عدم الجدية في معالجة هذه المشكلات.

التأهل عبر الملحق الآسيوي يمثل علامة إنذار لإعادة تقييم الوضع وتصحيح المسار، لأن سمعة رياضة الوطن تبقى الأهم. هناك طاقات ومواهب متميزة في الكرة السعودية، ولكن ينبغي أن تُبنى استراتيجية واضحة مع محاسبة المسؤولين. التغير في العقلية يصبح ضروريًا، فالتاريخ لا يضمن النجاح دائمًا، والمنافسات القادمة تتطلب استعدادًا أكبر.