رحيل الفنانة اليمنية الكبيرة تقية الطويلية بعد معركة طويلة مع المرض… تفاصيل جديدة تكشف لأول مرة!
تقية الطويلية: أيقونة الغناء النسائي في اليمن
ولدت تقية الطويلية في عام 1952 في قرية “الطويلة” بمحافظة المحويت، وانطلقت منذ ذلك الحين نحو سماء الغناء اليمني، لتصبح واحدة من أبرز الأسماء النسائية في الساحة الفنية. وقد لقبت بـ”ملكة الغناء النسائي” في اليمن، خصوصاً في مجالات الغناء الفلكلوري والشعبي، وبالأخص اللون الصنعاني الذي تميزت به، حيث أحيته بصوتها الأجش المعبّر.
تاريخ وتأثير الفنانة الراحلة
لم تكن تقية الطويلية مجرد مطربة، بل كانت مثالاً لامرأة يمنية تمكنت من كسر العوائق في مجتمع يحمل الكثير من التحفظات تجاه المرأة في الفن. كانت من الطليعيات بين الفنانات اليمنيات اللواتي واجهن التحديات الاجتماعية، واختارت مجال الفن بشجاعة وإصرار. لقد كان لزميلاتها من الفنانات دور كبير في تمهيد الطريق للجيل الجديد من النساء الموهوبات، حيث استمرت تقية في ممارسة موهبتها رغم الضغوط، وعرضت فنها في المناسبات العامة والوطنية، من حفلات الزفاف والاحتفالات الثقافية، وصولًا إلى المشاركة في الأسابيع الثقافية داخل اليمن وخارجه.
تميزت الفنانة الراحلة بتنوع أغانيها، حيث استمرت مسيرتها الفنية لعقود، وسجلت أكثر من 21 ألبوماً غنائياً وقدمت العديد من الأعمال التي تضمنت مواضيع وطنية وعاطفية، كما ساهمت بشكل كبير في تعزيز الهوية الثقافية اليمنية من خلال كلمات أغانيها التي عكست مشاعر الناس والتحديات التي واجهوها.
بدأت تقية مسيرتها الفنية مبكراً، حيث غنت مع أبرز فناني اليمن مثل المرحومين علي السمة ومحمد حمود الحارثي اللذين دعماها وشجعاها، كما غنت مع الفنان الكبير علي الانسي في بدايتها، مما شكل دعمًا معنويًا لها. وفي سبعينيات القرن الماضي، كانت تقية جزءاً أساسياً من المشهد الثقافي، وشاركت في النشاطات الفنية في المسرح العسكري البسيط الذي احتضن أبرز الفنانين في تلك الفترة.
وصفها المصور عبد الرحمن الغابري بأنها “نموذج للمرأة المكافحة التي واجهت المخاطر بسبب إصرارها على ممارسة الفن في ظروف اجتماعية صعبة”. كما أكد أن تقية لم تكن مجرد مطربة، بل كانت رمزاً وطنياً غنت للثورة والحياة، وشاركت في العديد من المناسبات الوطنية. وأشار الغابري إلى أنه تعرف عليها في بداية السبعينيات في المسرح العسكري، حيث كانت تجمع كوكبة من فناني اليمن.
على الرغم من كل التحديات التي واجهتها، استطاعت تقية الطويلية ترك بصمة واضحة في تاريخ الفن اليمني من خلال أعمالها وإبداعاتها، وشخصيتها القوية التي ساعدتها على التغلب على الحواجز الاجتماعية، مما جعلها مصدر إلهام لفنانات جيلها وما بعده. ورغم رحيلها، سيظل الوسط الفني اليمني يشعر بفقدانها كواحدة من أبرز أعمدته النسائية، لكن أعمالها ستبقى شاهداً حياً على مسيرة امرأة غنت للحياة وكل ما هو جميل فيها.
تعليقات