الجيش السوداني ينسحب من المثلث الحدودي مع مصر وليبيا

الجيش السوداني يتهم قوات حفتر بشن هجوم على الحدود

اتهم الجيش السوداني قوات تابعة للجيش الوطني الليبي بالقيام بهجوم على مواقع حدودية داخل السودان، وهو ما نفته القيادة العامة للجيش الليبي، مشددة على عدم تورطها في الاعتداء.

في بيان صدر اليوم (الأربعاء)، أوضح الجيش السوداني أن قوات الدعم السريع، المدعومة بعناصر من قوات اللواء خليفة حفتر، هاجمت “نقاطنا الحدودية في المثلث الحدودي بين السودان ومصر وليبيا بهدف السيطرة على المنطقة”. وأشار الجيش إلى أنه اتخذ إجراءات لإخلاء المنطقة الواقعة في المثلث الحدودي كمقدمة لترتيبات لصد ما اعتبره عدوانًا.

تأتي تلك الأحداث في سياق التوترات المستمرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث تعد هذه المنطقة القريبة من مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، واحدة من خطوط المواجهة الرئيسية في النزاع الدائر منذ أبريل 2023. وكان الصراع قد خلف وراءه أزمة إنسانية كبيرة، إذ أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتهجير أكثر من 13 مليون شخص، بين نازح ولاجئ، كما أدت الظروف إلى تفشي المجاعة في مناطق متعددة من السودان.

الجيش الوطني الليبي ينفي الاتهامات الموجهة إليه

من جهتها، سارعت القيادة العامة للجيش الوطني الليبي إلى تكذيب الاتهامات الموجهة لها، واعتبرت أنها تمثل “محاولة لتصدير الأزمة الداخلية للسودان وخلق عدو خارجي غير حقيقي”. وأكدت أن إحدى دورياتها العسكرية تعرضت لهجوم خلال تأديتها لمهامها في تأمين الجانب الليبي من الحدود.

في الوقت نفسه، تتزايد تحذيرات الأمم المتحدة بشأن احتمال مواجهات ملايين الأشخاص في السودان لمجاعة شديدة خلال الأشهر المقبلة ما لم يتوقف الصراع الدائر. هذا الوضع يستدعي تدخلًا عاجلًا لتخفيف المعاناة الإنسانية التي تفاقمت نتيجة الصراع، حيث أصبحت المناطق المتضررة في حاجة ماسة للمساعدات الإنسانية والإغاثية.

يستمر القتال بلا هوادة بين القوات المختلفة في السودان، مما يزيد من تعقيد الأزمة ويؤدي إلى تفاقم الظروف الإنسانية للمواطنين. كم أن تطورات الأحداث على الحدود مع ليبيا تمثل جزءًا من صورة أوسع للنزاعات التي تهدد الاستقرار في المنطقة.