شهادات مرعبة لجنديان الاحتلال: كوابيس تؤدي إلى الانتحار

المعاناة النفسية للجنود الإسرائيليين في غزة

كشفت تقارير عن شهادات مؤلمة لجنود إسرائيليين يتواجدون في الخطوط الأمامية، تعكس الانهيار الجسدي والنفسي الذي يعانون منه نتيجة العدوان المستمر على قطاع غزة. الشهادات التي جمعتها الصحفية المتخصصة في الشؤون العسكرية والأمنية، غال غانوت، ترسم صورة قاتمة لوضع جيش الاحتلال، حيث أصبح اضطراب ما بعد الصدمة وباءً صامتا، بالإضافة إلى تزايد حالات الانتحار بين الجنود.

أزمة نفسية ومؤشرات خطيرة

شهادات الجنود تعكس كفاحهم المستمر ضد الإرهاق النفسي والجسدي. “شاحر”، وهو جندي في لواء مشاة، يصف كيف تغير حماسه في البداية إلى شعور بالإرهاق القاتل بعد فترة قصيرة في غزة. يقول إنه يشعر بالخوف والرعب عند العودة إلى القطاع، وأن جسده يرفض حمل السلاح بسبب التعب الشديد، لكن القادة لا يأخذون أعراضه النفسية على محمل الجد.

الجندي “نعوم” الذي يستعد للتسريح، تحدث عن التغيرات التي طرأت على الحرب، حيث بدأ يشعر بأنهم يحاربون من أجل البقاء بدلاً من النصر. وقد عبر عن استيائه من التعامل معه كرقم في معادلة عسكرية ليس له قيمة، مما أدى إلى فقدان الحافز. “تشعر أنك مجرد قطعة لحم مسلحة”، بهذه العبارة وصف حالته النفسية الضبابية، مشيرا إلى أن الضغوطات النفسية تتزايد لدرجة أنه يستيقظ من كوابيس غير حقيقية.

الجندي “أمير” قائد دبابة، نقل تجربة تمرد داخل الجيش عندما رفض طاقم دبابتين تنفيذ أمر بسبب الإرهاق، مما أدى بهم إلى العقاب. وأعرب عن تفهمه لزملائه، مشدداً على أن البشر ليسوا آلات وأن الإرهاق قتلهم قبل مواجهة العدو.

أما “بن”، وهو مقاتل في وحدة النخبة، فتحدث عن الفجوة بين جنود الاحتياط والمجندين، مشيراً إلى أن حياته توقفت منذ عدة أشهر، وهو يشعر بالخوف من العودة إلى حياتهم السابقة. انتقد الوضع الذي يتعرض له الجنود، معتبرًا أنهم يُنظر إليهم كآلات وليس كأشخاص حقيقيين يحتاجون إلى دعم نفسي.

وفي الختام، بدأ ظهور قلق متزايد من قبل منظمات حقوقية حول وضع الجنود، حيث أكدت بعض الأمهات أن أبنائهن يعانون من إرهاق نفسي شديد. يعكس الوضع العام خطرًا على أداء الجنود وقدرتهم على العودة إلى الحياة المدنية بعد هذه التجربة القاسية.