في تطور إيجابي ينتظره العديد من السودانيين، أعلنت المملكة العربية السعودية عن إطلاق تحديث مهم في نظام التأشيرات، يتضمن استئناف العمل بتأشيرة الزيارة المتعددة للمواطنين السودانيين، والتي يمكن أن تصل مدتها إلى 365 يومًا. هذه الخطوة تُعتبر عودة ميمونة للجالية السودانية والراغبين في زيارة المملكة لأغراض عائلية أو تجارية أو دينية. وقد تم الإعلان عن هذا التحديث عبر المنصات الرسمية للنظام الإلكتروني السعودي، في وقت يأمل فيه السودانيون في الحصول على أي بارقة أمل في ما يتعلق بالسفر والتنقل، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها بلادهم.
تعليق تأشيرات العمل: إجراء مؤقت أم خطوة سياسية؟
من جهة أخرى، كشفت بيانات منصة “قوي”، المختصة في منح تأشيرات العمل والإقامات في السعودية، عن تعليق مؤقت لإصدار تأشيرات العمل الجديدة للمواطنين السودانيين. وحسب معلومات متداولة، فقد تم إزالة الجنسية السودانية من قائمة خيارات إصدار تأشيرات العمل على المنصة، وهو ما أثار تساؤلات عديدة حول الدوافع وراء هذا القرار. ومن جانبهم، يرى بعض المراقبين أن هذا الإجراء قد يُعتبر جزءًا من تحديثات تقنية مؤقته بالتزامن مع موسم الحج، بينما يعتقد آخرون أنه يعكس سياسة احترازية تتعلق بالأوضاع السياسية والأمنية في السودان.
تنظيم إداري ودعم إنساني متوازن
ومن المهم الإشارة إلى أن السعودية لطالما كانت وجهة رئيسية للسودانيين للعمل أو لأداء مناسك الحج والعمرة. ويعيد قرار استئناف إصدار تأشيرة الزيارة المتعددة قليلاً من الأمل للعائلات التي تعرضت لصعوبات بسبب تعقيدات التأشيرات في الأشهر الأخيرة. مما يبرز حرص السلطات السعودية على تحقيق توازن بين اعتبارات السيادة والتنظيم الإداري، وبين تقديم الدعم الإنساني للجالية السودانية، خاصة في ظل الأزمة السياسية المتصاعدة في السودان منذ عام 2023.
تبقى الأبواب مفتوحة أمام المزيد من التحديثات في نظام التأشيرات السعودي، مع دعوات قوية من الجالية السودانية لتسريع عودة كافة أنواع التأشيرات، وخاصة تأشيرات العمل، لما لها من أهمية كبيرة في مساندة الأسر السودانية اقتصاديًا واجتماعيًا. وحتى يتم ذلك، فإن عودة تأشيرة الزيارة المتعددة تُعد خطوة إيجابية نحو تحقيق مزيد من الانفتاح والتعاون بين الشعبين السعودي والسوداني.
تعليقات