إرهاب عبر العصور.. الإخوان وعلاقتهم الملتبسة بالوطن
تاريخ جماعة الإخوان المسلمين مليء بالصراعات والدماء، حيث كانت العدائية تجاه الوطن والأنظمة الوطنية ثابتة في عقيدتها منذ تأسيسها على يد حسن البنا في عام 1928. لطالما ارتبطت أعمال الجماعة بالعنف الذي استخدمته كوسيلة لمواجهة الخصوم، مما أدى إلى تعرضها للحظر في مناسبات عدة عبر التاريخ. لم يكن حادث اغتيال رئيس وزراء مصر فهمي النقراشي عام 1948 سوى بداية لسلسلة من الأحداث الدموية، حيث أسفر ذلك عن أول حظر للجماعة في 8 ديسمبر من نفس العام.
علاقات عدائية تاريخية
ساهمت محاولات الجماعة المتكررة في الإطاحة بالقيادات الوطنية في تعميق الفجوة بينها وبين الدولة. حادثة اغتيال جمال عبد الناصر عام 1954، والتي جرت في حادثة معروفة بـ”حادثة المنشية”، كانت نقطة تحول بارزة حيث أقر مجلس قيادة الثورة بحل الجماعة في 29 أكتوبر من نفس العام. رغم محاولات الجماعة التهرب من مسؤوليتها، اعترف بعض قادتها التاريخيين، مثل يوسف القرضاوي، بصحة الاتهامات ووضحوا أن التنظيم السري للإخوان كان وراء تلك المحاولة.
في أعقاب ثورة 30 يونيو 2013، التي أدت إلى إسقاط الإخوان من الحكم، تدخلت الجماعة مجددًا في أعمال عنف، حيث اعترفت بحرق عدد من الكنائس في المنيا وأسيوط والفيوم بعد فض اعتصام رابعة. استجابت الحكومة لهذا العنف بتصنيف الإخوان كتنظيم إرهابي، وزعت لاحقاً حزمة من القرارات القضائية بحل ذراعها السياسية “حزب الحرية والعدالة” في عام 2014.
وفي سياق عنف الجماعة، اغتالت النائب العام هشام بركات في 29 يونيو 2015، كما قادت عمليات مسلحة في سيناء ضد قوات الجيش و الشرطة. محمد البلتاجي، أحد قادة الجماعة، أقر بتورط الجماعة في هذه الأعمال الإرهابية، مما يبرز طبيعة الإخوان كمصدر رئيسي للإرهاب والتطرف في المنطقة والعالم. العديد من الجماعات المتطرفة، مثل تنظيم القاعدة وداعش، ارتبطت بجذور الإخوان، حيث كان العديد من مؤسسي هذه التنظيمات من أعضائها، مما يعزز من صورة هذه الجماعة كمدرسة للتطرف.
تعليقات