الأردن يسعى نحو الرعاية والتعافي رغم التحديات: تحديثات عاجلة من الساحة المحلية

ألقى الملك عبد الله الثاني، اليوم الاثنين، كلمة في افتتاح المؤتمر الثالث للأمم المتحدة للمحيطات، الذي يُعقد في مدينة نيس الفرنسية، بتنظيم مشترك بين فرنسا وكوستاريكا وبحضور قادة دول ومسؤولين وخبراء دوليين. وأكد الملك أن المسطحات المائية تعد مورداً حيوياً مشتركاً وعصباً لحياة المليارات من الكائنات الحية، التي تواجه تهديدات مباشرة نتيجة للتغير المناخي والتلوث والاستغلال المفرط وفقدان التنوع البيولوجي.

وأشار جلالة الملك إلى أن الدراسات تُظهر أن الشعاب المرجانية في خليج العقبة تتمتع بمرونة استثنائية في مواجهة درجات الحرارة القصوى، مما يُبعث الأمل في إمكانية إنقاذها وتحويلها إلى مختبر فريد للمساهمة في استعادة الشعاب المرجانية على مستوى العالم.

كما أعلن جلالته عن إطلاق الأردن لمبادرات العقبة للاقتصاد الأزرق والمركز العالمي لدعم المحيطات، حيث يُعتبر هذا إنجازاً يتيح الفرصة لاختبار تقنيات جديدة قابلة للتطبيق على مستوى عالمي. يضم هذا المركز مزرعة حديثة لتعزيز أعداد الشعاب المرجانية وطابعة ثلاثية الأبعاد لتجديدها. وقد تم تطوير هذا المشروع بالشراكة مع أبرز الأفراد مثل فيليب كوستو وغيره من الشركاء الدوليين، مما يُظهر التزام الأردن بتقديم نموذج رائد للاقتصاد الأزرق القابل للتنفيذ لإنقاذ الشعاب المرجانية في البحار والمحيطات.

المسؤولية البيئية الواجبة على الأردن

يؤكد الملك على أهمية الشراكات العالمية والإبداعات المشتركة، مشدداً على ضرورة تكامل جهود المجتمعات المحلية، حيث إن تجارب تلك المجتمعات أساسية في الاستمرار بالعناية بالبيئة.

اختار الأردن منذ وقتٍ طويل طريق العناية والتعافي، رغم التحديات التي تواجهها المنطقة. ويتفاخر الملك بالجهود المبذولة لتحسين حياة الأردنيين، موضحاً أن السياسات المتعلقة بالمحيطات والتغير المناخي تُعد جزءًا لا يتجزأ من تحقيق هذه الأهداف.

كما أشار جلالته إلى أن تعزيز الجهود لحماية الطبيعة يسهم في تقوية قدرة الدول على الصمود، وأن التعاون الجماعي في تجديد الأنظمة البيئية يوفر فرصًا جديدة تُساعد الجميع على الإزدهار. قال الملك إنه حان الوقت لجعل الحلول الإيجابية المرتبطة بالطبيعة محور الاستثمار العالمي، لضمان استدامة المحيطات والبحار للأجيال القادمة.

تتضمن مشاركة جلالة الملك في المؤتمر التزام الأردن بدعم المشاريع المتعلقة بالبيئة والتنمية المستدامة، وتتيح له فرصة عرض إنجازاته والتحديات المتعلقة بالنظام البيئي والبحري في خليج العقبة. كما تُعد هذه الفعالية فرصة لبناء شراكات جديدة واستقطاب استثمارات تهدف إلى حماية البيئة البحرية وتعزيز الاقتصاد الأزرق.