نتنياهو يختار الحرب على حساب سلامة 20 أسيراً: خسارة 20 جندياً إسرائيلياً في المعركة

انتقاد الحكومة الإسرائيلية لفشلها في إعادة الأسرى

وجه الكاتب الإسرائيلي أمير تيبون انتقادات شديدة لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بسبب عدم قدرتها على استعادة الأسرى المحتجزين لدى حركة حماس. وأكد أنه ينبغي على الرأي العام الإسرائيلي أن يتساءل عن الهدف من الحرب الحالية على قطاع غزة، وما هي الغايات التي تبرر موت الشباب الإسرائيليين في هذه المعارك.

فشل الحكومة في الجانب العسكري والسياسي

وأشار تيبون في مقاله بصحيفة هآرتس إلى أن الحكومة الإسرائيلية قدّمت على اتخاذ قرارات غير صائبة منذ أن تم خرق وقف إطلاق النار في مارس/آذار الماضي، مما أسفر عن مقتل 20 جندياً إسرائيلياً. هذا الرقم يعادل عدد الأسرى الأحياء الذين كان من الممكن إنقاذهم.

وأوضح أن “إسرائيل” كانت أمام خيارين منذ أوائل مارس/آذار: إما الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مع حماس، والتي كانت ستشمل تحرير الأسرى وإنهاء الحرب، أو استئناف الحرب بالخرق المتعمد للهدنة. لو اختارت الحكومة الخيار الأول لكان من الممكن إعادة الأسرى الأحياء الـ20 قبل عيد الفصح اليهودي الذي مضى عليه شهرين تقريباً.

لكنها اختارت الخيار الآخر، وسط دوافع سياسية واضحة، حيث إن أي قرار يقضي بإعادة الأسرى واستكمال المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار كان سيؤدي إلى استقالة وزراء متطرفين ضمن الائتلاف الحاكم، مثل بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير. وقد أدى ذلك إلى تجدد الحرب في غزة قبل 3 أشهر.

منذ ذلك الحين، لم يتم الإفراج عن غير عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأميركية أيضاً، والذي أُطلق سراحه بموجب اتفاق منفصل لم يشمل تدخل الحكومة الإسرائيلية التي تواصل السعي نحو وقف إطلاق نار جزئي ليتاح لها مواصلة الحرب.

وإذا كان الهدف المُعلن لهذه الحرب هو إعادة الأسرى، فإن الكاتب يبرز تناقضاً كبيراً في ذلك، حيث إن الحرب تؤدي إلى نتائج عكسية. أما إذا كانت الغاية الحقيقية هي القضاء على حماس، فإنه يتساءل عن الخطوات الدبلوماسية المتخذة لتحقيق هذا الهدف وإنشاء حكومة مستقرة في غزة بديلة عن الحركة.

كما أشار تيبون إلى أن إدارة ترامب قد انحازت إلى نتنياهو، لكنها لم تتمكن من إجبار حماس على تغيير موقفها. في الوقت ذاته، بدأ صبر العالم ينفد وهو يتابع المشاهد المؤلمة من غزة، مع ازدياد أعداد القتلى المدنيين نتيجة الهجمات الإسرائيلية.

إذاً، يبقى السؤال حائراً: هل تستمر الحكومة في نهجها الحالي، أم ستبحث عن حلول أكثر حكمة وفعالية لمشكلة الأسرى والأوضاع في غزة؟