جهود عربية للتغلب على الأزمة السياسية في ليبيا

جهود عربية لحل الأزمة السياسية في ليبيا

يشهد الوضع في ليبيا تحركات ثلاثية من دول الجوار العربي، وهي تونس والجزائر ومصر، تهدف إلى احتواء التوترات المتصاعدة في طرابلس، مما يثير تساؤلات حول إمكانية تحقيق اختراق في حالة الانسداد السياسي التي تعاني منها البلاد.

خطوات نحو توافق سياسي

في بيان مشترك، أكدت هذه الدول على رفضها جميع أشكال التدخل الخارجي في شؤون ليبيا، مشددة على ضرورة تعزيز مصلحة الشعب الليبي والحفاظ على مقدراته، والعمل على تحقيق التوافق بين جميع الأطراف الليبية.

تتزامن هذه المبادرات مع تجدد الاشتباكات العنيفة التي شهدتها طرابلس، والتي جاءت بعد مقتل رئيس جهاز دعم الاستقرار، عبد الغني الككلي المعروف بـ”غنيوة”، وهو الحدث الذي حظي بدعم من الحكومة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.

وفقًا للمحلل السياسي الليبي، كامل المرعاش، فإن دول الجوار العربي تُعتبر هي الأكثر أهمية بالنسبة لليبيا، فهي المستفيدة الأولى من الاستقرار في هذا البلد، بينما تعاني من الفوضى المستمرة التي تسود منذ عام 2011. وقد أسفرت الفوضى المنتشرة في ليبيا عن تداعيات سلبية على تلك الدول، مما دفعها إلى محاولة التوصل إلى حلول.

وأضاف المرعاش أن الدولتين المجاورتين، مصر وتونس، شهدتا تأثيرات كبيرة على خلفية الفوضى وظهور التنظيمات الإرهابية في ليبيا، مما تسبب لهما في معاناة كبيرة. ومنذ عام 2011، فقدت هذه الدول قدرتها على التأثير في الأحداث الليبية، بسبب التدخلات الخارجية التي قللت من دورها.

وأشار إلى أن جهود هذه الدول بدأت منذ عام 2015، ورغم استمرارها، إلا أنها عانت من lack من الاتفاق والانقسام حول آليات الحل، بل أصبحت كل دولة تنحاز لمصالحها، مما زاد من حالة التوتر بينها وبين أطراف النزاع الليبي.

تواجه ليبيا أزمة سياسية حادة منذ انهيار الانتخابات العامة التي كانت مقررة في عام 2021، بسبب التوترات حول القوانين الانتخابية. ورغم التحركات الأخيرة للدول المجاورة، يرى المحلل السياسي التونسي، محمد صالح العبيدي، أن تأثيرها يبقى ضعيفًا مقارنة بنفوذ قوى مثل تركيا وروسيا والولايات المتحدة التي تسيطر على هذا الملف.

أضاف العبيدي أن البعثة الأممية لا تنسق بشكل كبير مع هذه الدول، مما يصعب عليها دفع الأمور نحو حلول مجدية للأزمة السياسية. ومع ذلك، أكد على أهمية تكثيف الجهود من قبل هذه الدول، فهي لم تتأثر فقط بالأوضاع الأمنية، بل شهدت أيضًا تأثيرات سلبية نتيجة لوجود الميليشيات وتسرب الأسلحة. ولذا يتوجب عليها توحيد استراتيجياتها للدفع نحو تسوية شاملة للأزمة.