خبير أرصاد: حرارة جازان تشعر وكأنها أعلى من الرياض رغم انخفاض الأرقام، والرطوبة تلعب دوراً رئيسياً

درجة الحرارة الظاهرة وتأثير الرطوبة على الإحساس بالحرارة

كشف الدكتور عبدالله المسند، أستاذ المناخ السابق بجامعة القصيم، أن المقارنة بين درجات الحرارة في المناطق الساحلية والداخلية لا تكتمل دون أخذ الرطوبة الجوية بعين الاعتبار. وأشار إلى أن منطقة جازان، على الرغم من تسجيلها لدرجات حرارة أقل من الرياض، إلا أن الشعور الفعلي بالحرارة هناك أعلى بكثير بسبب ارتفاع نسبة الرطوبة.

وأوضح المسند أن جسم الإنسان يعتمد في عملية تبريده على التعرق وتبخر العرق. ولكن في الأجواء ذات الرطوبة العالية، تعيق الرطوبة هذه العملية، مما يؤدي إلى تراكم العرق على الجلد ويضعف كفاءة نظام التبريد الذاتي للجسم. مما ينتج عنه شعور بالإرهاق والضيق الحراري حتى وإن كانت درجة الحرارة المحسوسة أقل.

الحرارة الحقيقية وتأثير الرطوبة

في مقارنة توضيحية، أشار المسند إلى أن الرياض سجلت حرارة تبلغ 42°C مع رطوبة تصل إلى 12%، مما يجعل الحرارة المحسوسة تقترب من 39.5°C. بينما سجلت جازان حرارة 37°C ولكن مع نسبة رطوبة تصل إلى 60%، مما يؤدي إلى رفع درجة الحرارة المحسوسة إلى نحو 60°C. هذا الفرق الكبير في الشعور بالحرارة يسمى علمياً “درجة الحرارة الظاهرة” أو “الحرارة الحقيقية”.

وأكّد المسند على أهمية مراعاة هذا الفارق خصوصاً عند ممارسة الأنشطة في البيئات الرطبة، حيث يتوجب على الأفراد اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتفادي الإجهاد الحراري. يُظهر هذا الأمر كيف يمكن لعوامل مثل الرطوبة أن تؤثر بشكل ملموس على الإحساس بالحرارة، مما يستدعي الدراسة المتعمقة وفهم الآثار المحتملة على الصحة العامة. إن معرفة كيفية تأثير الرطوبة على درجات الحرارة الظاهرة تلعب دوراً مهماً في التخطيط للأنشطة الخارجية وتحديد أوقات الوجود في الهواء الطلق، خاصة في فصل الصيف.