معاناة الأطفال في سوريا بعد سقوط نظام الأسد
بعد سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي، يبحث السوريون عن نحو 3700 طفل مفقود. وقد كشفت وثائق سرية ومحادثات مع معتقلين سابقين أن حوالي 300 طفل تم فصلهم قسراً عن أسرهم ووضعوا في دور للأيتام بعد اعتقالهم خلال فترة الحرب الأهلية، وذلك وفقاً لما أوردته صحيفة “وول ستريت جورنال”. ووفقاً للشبكة السورية لحقوق الإنسان، يوجد أكثر من 112 ألف سوري اعتُقلوا منذ بدء الثورة ضد نظام بشار الأسد عام 2011، ومن بينهم عدد كبير من الأطفال. هذا الرقم يعادل تقريباً عدد الأشخاص الذين اختفوا في حروب المخدرات بالمكسيك، بينما تعداد سكان سورية لا يتجاوز خُمس عدد سكان المكسيك.
فقدان الأطفال في أوقات النزاع
أفادت الشبكة بأن فرعها في سورية قد استقبل 139 طفلاً بلا وثائق رسمية بين عامي 2014 و2018، وطالبت السلطات السورية بالتوقف عن إيداع هؤلاء الأطفال في دور رعايتها. وتشير منظمة قرى الأطفال SOS إلى أن معظم هؤلاء الأطفال قد أعيدوا إلى السلطات في ظل النظام السابق، لكن لم يتمكن أحد من تحديد مصيرهم بعد ذلك. سجلات وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، التي تتولى إدارة دور الأيتام، اعتبرت أن هذه الممارسة رسمية، حيث وُجدت بلاغات سرية من قبل أجهزة المخابرات تتضمن تعليمات لنقل أطفال المعتقلين إلى دور الأيتام.
وصرح سعد الجابري، المتحدث باسم الوزارة، بأن البحث في الوثائق أظهر وجود حوالي 300 طفل نُقلوا إلى أربع دور أيتام في دمشق، مرجحاً فقدان العديد من الوثائق. وأكد أن الإجابات التي يسعى إليها أهل الأطفال المفقودين قد تكون موجودة في أماكن أخرى. لاحظ أن سنوات حكم بشار الأسد اتسمت بالاعتقالات التعسفية والعنف في السجون، كانت تهدف إلى القضاء على أي معارضة، كما ذكرت منظمات حقوقية متعددة.
في مايو الماضي، أعلنت السلطات السورية الجديدة عن تشكيل هيئتين لمتابعة قضايا العدالة الانتقالية والمفقودين، مما يدل على رغبتها في معالجة ملفات معقدة أثناء المرحلة الانتقالية بعد سقوط الأسد. تم تكليف الهيئة بالبحث عن مصير المفقودين والمختفين قسراً وتوثيق الحالات وإنشاء قاعدة بيانات وطنية، بالإضافة إلى تقديم الدعم القانوني والإنساني لعائلاتهم. من المهم أن يظهر أي تقدم في عمليات البحث والكشف عن مصير هؤلاء الأطفال كجزء من جهود العدالة والمصالحة في المرحلة الجديدة التي تدخلها البلاد بعد عقود من حكم استبدادي.
تعليقات