وأوضح أبو زيد أن ذلك يبرز دقة المقاومة في اختيار الأهداف، إذ تركز بشكل خاص على “الفرص عالية القيمة”، مستهدفة أضعف حلقات الاحتلال وهي العنصر البشري، خاصة في ظل النقص الملحوظ في قواته البشرية. وبالتالي، نلاحظ أن أعداد القتلى والجرحى تفوقت على ما كانت عليه في السابق.
كما أضاف أبو زيد أن المقاومة أصبحت تحضر في العقل العسكري للاحتلال، وتفهم استراتيجياته، مما يمنحها القدرة على التحرك بسرعة واستدراج وحداته إلى مناطق أكثر خطرًا. وقد بدت “معركة العبوات الناسفة” مرهقة للاحتلال، حيث تستفيد المقاومة من إعادة تصنيع المتفجرات من القنابل والصواريخ غير المنفجرة، بالإضافة إلى حصولها على 170 كغم من المتفجرات خلال محاولة الاحتلال استهداف وحدة في حي الشجاعية.
وأشار أبو زيد إلى أن جنرالات الجيش، بما في ذلك الذين لا يزالون في الخدمة، بدأوا يجاهرون بأصواتهم، حيث أقر قائد اللواء السابع التابع للفرقة المدرعة 36 بوجود نقص كبير في القوى البشرية، مما يعرقل استمرار العمليات العسكرية. وهذا الوضع يعتبر تجسيدًا لنجاح المقاومة في تحويل الأمر من أزمة عسكرية إلى أزمة سياسية وصلت إلى الكنيست، الذي سيجرى فيه تصويت يوم الأربعاء المقبل على حلّه والثقة في حكومة نتنياهو.
المقاومة تستعيد زمام المبادرة وتربك الاحتلال ميدانياً وسياسياً
في هذا السياق، يتضح أن المقاومة لم تكتفِ بتحقيق انتصارات ميدانية، بل استطاعت أيضًا التأثير في المعادلات السياسية، مما يزيد من تعقيد الوضع بالنسبة للاحتلال، وهو ما ينعكس على أدائهم وتفكيرهم الاستراتيجي في المستقبل.
المقاومة تعكس القوة والتخطيط الاستراتيجي
في ضوء هذه التطورات، تبدو المقاومة في غزة أكثر تنظيمًا وقدرة على تنفيذ استراتيجيات معقدة، مما يضيف بعدًا جديدًا للأحداث المرتبطة بالصراع. هذه الحالة من التخبط والتحديات التي يواجهها الاحتلال قد تؤدي إلى خيارات صعبة في التعامل مع الواقع الميداني المتغير.
تعليقات