رحلة الحج من الأندلس إلى مكة عبر 11 دولة على ظهر الخيول
في تجربة فريدة من نوعها، انطلقت رحلة حج استثنائية من إسبانيا، حيث عبرت 11 دولة لتصل إلى مكة المكرمة، بهدف أداء مناسك الحج. قبل 36 عامًا، دوّن الدكتور عبد الله في مذكراته: “إذا نجحت في الامتحان، سأعتنق الإسلام وسأذهب للحج على ظهر الخيل”.
قرار الدكتور عبد الله لم يكن مجرد صدفة، فقد كان أداء الحج على ظهرالخيل تقليدًا قديمًا ورثه من أجداده الأندلسيين. بعد تحقيق حلمه، بدأ رحلته مع مجموعة من زملائه، حيث انطلقوا من إسبانيا في رحلة استغرقت 7 أشهر، قطعوا خلالها مسافة 6500 كيلومتر، عبورًا بكل من: إسبانيا، فرنسا، إيطاليا، سلوفينيا، كرواتيا، البوسنة، صربيا، بلغاريا، تركيا، سوريا، والأردن، حتى وصولهم إلى السعودية.
رحلة الحج وتقاليد الأجداد
استقبلتهم المملكة العربية السعودية بحرارة وترحاب في كل محطة من محطات رحلتهم. كما قال الحاج عبد القادر، أحد المشاركين في مغامرة الخيل: “ما شاهدناه في المملكة يبعث على السرور”. ومن أبرز أحداث الرحلة، اعتناق ستيفانو، الإيطالي الأصل، الإسلام، بالإضافة إلى إسلام زوجة زميلهم “أبو شعيب”، وفقًا لما ذكره الحاج بركات.
تجسد هذه الرحلة روح التضامن والأخوة بين المشاركين وتؤكد على الأهمية الثقافية والدينية لمناسك الحج. كانت رحلة تتجاوز مجرد كونها رحلة حج بل هي احتفاء بالتقاليد، وتواصل الأجيال، ومثال حي على كيف يمكن للإيمان أن يجمع بين الثقافات المختلفة. في نهاية المطاف، كانت هذه التجربة ملهمة للكثيرين، تحمل في طياتها دروسًا عن الإيمان، المثابرة، والتراث الذي يتخطى الحدود الجغرافية.
تعليقات