تغطية شاملة للقضية الفلسطينية من صحيفة “إل مانيفستو”
أعلنت صحيفة “إل مانيفستو” الإيطالية أنها ستخصص إصدارها بالكامل يوم غد للتركيز على القضية الفلسطينية، في إطار الاستجابة للتطورات المأسوية والأعمال الوحشية المستمرة التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة. وجاءت هذه المبادرة تعبيراً عن القلق العميق إزاء الكارثة الإنسانية التي يعاني منها سكان القطاع بسبب الحصار والقصف المتواصل.
تقارير شاملة عن معاناة الفلسطينيين
في افتتاحية العدد، أكد أندريا فابوزي، رئيس تحرير الصحيفة، على ضرورة أن تكون أحداث غزة محط اهتمام وسائل الإعلام العالمية لفترة طويلة، نظراً لجسامة المأساة الإنسانية القائمة. وأوضح أن “في السادس من يونيو، سنخصص الصفحات بالكامل لفلسطين” وذلك كخطوة تضامنية مع الشعب الفلسطيني لرفع الوعي حول معاناته المتفاقمة وسط تجاهل دولي. في مقاله، ذكر فابوزي أرقاماً مروعة حول الأزمة في غزة، مشيراً إلى استشهاد نحو 55 ألف شخص منذ بداية العدوان، مع وجود أكثر من 15 ألف مفقود، بالإضافة إلى وجود حوالي 125 ألف مصاب وتهجير ما يقرب من مليوني شخص. كما تناول الدمار الواسع الذي لحق بالقطاع، حيث فقدت غزة 80% من بنيتها التحتية.
وأشار فابوزي إلى أن هذا الوضع الكارثي يعكس التصعيد الذي بدأ في أعقاب الهجمات التي وقعت في السابع من أكتوبر 2023، حيث وصف العمليات العسكرية الإسرائيلية بأنها تمثل إبادة جماعية للمدنيين الفلسطينيين، وكل ذلك في ظل صمت دولي وتراجع من الحكومات التي تكتفي بالإدانات اللفظية. وأشار إلى أن سكان غزة يعيشون تحت وطأة حصار متواصل لأكثر من عشرين عاماً، مما جعل خياراتهم محصورة بين الموت جوعًا أو عبر القصف المستمر.
وأكد رئيس التحرير أن الوضع في غزة يهدد وجود السكان، حيث تضررت أسس الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية بشكل كبير، مشيراً إلى استمرار الخطط الإسرائيلية، المدعومة من الإدارة الأمريكية، لتهجير الفلسطينيين. العدد الخاص من الصحيفة، الذي يمتد على 28 صفحة، سيحتوي على قصص واقعية حول الحياة في فلسطين، مبرزاً معاناة السكان وإرادتهم في المقاومة والصمود رغم شدة الظروف. سيتضمن العدد تقارير وشهادات حية لمواطنين من غزة، بالإضافة إلى مقالات من المثقفين والناشطين، مع مقابلات لشخصيات سياسية معارضة، استعداداً للمظاهرات التي ستجري في روما دعماً للحقوق الفلسطينية.
إضافة إلى ذلك، أوضحت الصحيفة أن عائدات هذا العدد ستوجه بالكامل لحملة “طوارئ غزة”، التي تدعمها شبكة المنظمات الإيطالية للتعاون الدولي، في إطار جهود إغاثية تهدف لدعم المدنيين وصمودهم خلال العدوان المستمر. تعكس هذه الخطوة أهمية الإعلام في نقل الحقائق حول معاناة الفلسطينيين، وسط محاولات تهميش الرواية الفلسطينية عبر الإعلام الغربي، كما تعبر عن إصرار المجتمع المدني الإيطالي والأوروبي لدعم حقوق ضحايا الحروب والانتهاكات الإنسانية في فلسطين.
تعليقات