الصين ترد على واشنطن بتهديد قوي لصناعة السيارات في أمريكا وأوروبا

أزمة صناعة السيارات بسبب قيود المعادن النادرة

تواجه صناعة السيارات في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا أزمة كبيرة قد تؤدي إلى توقف كامل للإنتاج في الأسابيع المقبلة، نتيجة الإجراءات التي اتخذتها الصين للحد من تصدير المعادن الأرضية النادرة والمغناطيسات. وكشفت بيانات الرابطة الأوروبية لموردي السيارات (CLEPA) عن أن العديد من شركات الموردين قد تراجعت عن تشغيل خطوط الإنتاج، مما ينعكس سلبًا على سلسلة التوريد العالمية.

معوقات الاستيراد وتأثيرها على السوق

في أبريل السابق، قامت الصين بفرض قيود صارمة على تصدير المعادن النادرة والمغناطيسات، كاستجابة للرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة. ورغم تعليق تلك الرسوم بشكل مؤقت، إلا أن القيود على المواد لا تزال سارية المفعول. وتعتبر الصين المسيطر الأكبر على سوق هذه المعادن، إذ تملك أكثر من 90% من الحصة العالمية. هذه الظروف تشكل تحديًا كبيرًا للمصانع التي تعتمد على المعادن النادرة لإنتاجها.

التداعيات المترتبة على قطاع السيارات

تعد المغناطيسات النادرة عنصرًا أساسيًا لمحركات السيارات الهجينة والكهربائية، بالإضافة إلى استخدامها في قطع غيار متعددة مثل المحولات الحفازة والمقاعد. وقد أظهرت التوقعات أن القيود المفروضة ستؤدي إلى نقص حاد في المواد الخام، مما يصعب إمكانية تصنيع السيارات. ويتعين على الشركات الراغبة في تصدير هذه المعادن الحصول على تراخيص، وهي عملية تمثل تحديًا كبيرًا، حيث تم رفض 75% من الطلبات كما أفادت صحيفة “نيكي”.

نداءات للعمل والتواصل

أصدرت شركات صناعة السيارات في أمريكا تحذيرات من احتمال حدوث تخفيضات في الإنتاج خلال الأسابيع المقبلة، بينما بدأت بعض الشركات الأوروبية في تأخير نشاطاتها. وفي هذا السياق، دعا الأمين العام لجمعية حماية البيئة الأوروبية (CLEPA)، بنيامين كريجر، إلى ضرورة بدء حوار سريع مع الصين لتنظيم عملية الترخيص وضمان تناسقها مع المعايير الدولية، ما يُعد خطوة حيوية لتجنب تفاقم الأزمة الحالية.

تحديات مستقبلية والحلول المطروحة

تواجه قطاعات أخرى، مثل الروبوتات والدفاع، أيضًا نفس التحديات نتيجة القيود. ومع استمرار هذه الظروف، يصبح البحث عن مصادر بديلة أو تطوير تقنيات جديدة أمرًا ضروريًا. إلا أن التركيز الكبير للصين على السوق قد يحد من فرص إيجاد حلول قصيرة الأمد. لذا، تظل المفاوضات وتعزيز الشراكات الدولية من أبرز الحلول لضمان استمرارية الإنتاج.

تداعيات القيود على السوق العالمية

تعتبر الاعتماديات على الصين عائقًا أساسيًا، إذ تؤدي القيود إلى حدوث اضطرابات في سلسلة التوريد. ولا يقتصر تأثير ذلك على قطاع السيارات فقط، بل يمتد ليشمل مجالات عدة. إن هذه الأوضاع تُظهر أهمية تنويع مصادر المواد الخام وتعزيز التعاون الدولي لتفادي الأزمات المستقبلية.