في تصريح نادر له، أشار سوندار بيتشاى، الرئيس التنفيذي لجوجل، إلى نشاطه الفني في وقت فراغه، موضحًا أنه يمارس “البرمجة على المزاج” عبر منصة Replit المدعومة بالذكاء الاصطناعي. جاء هذا الحديث خلال مقابلة مع موقع The Verge، حيث تناول التأثيرات الضخمة للذكاء الاصطناعي على مجالات الإنترنت والتطوير والبرمجة.
قال بيتشاى، “كنت أبرمج على المزاج باستخدام Replit قبل عدة أسابيع… القوة التي سيتمتع بها المطورون على الويب قريبًا لم تُمنح لهم منذ 25 عامًا.” وقد لاقت تصريحاته انتشارًا واسعًا، خاصة بعد أن قام المدير التنفيذي لمنصة Replit، أمجد مسعد، بمشاركة المقطع على LinkedIn معلقًا بسخرية، “الرئيس التنفيذي لجوجل يبرمج على المزاج باستخدام Replit في وقته الحر… ما عذرك أنت؟”
تأثير الذكاء الاصطناعي
يأتي تصريح بيتشاى في وقت تتسارع فيه وتيرة التكنولوجيا لدمج أدوات البرمجة المدعومة بالذكاء الاصطناعي. تشير التقارير إلى أن شركات مرموقة مثل جوجل ومايكروسوفت تعتمد حاليًا على الذكاء الاصطناعي في كتابة حوالي 30% من أكوادها البرمجية. كما توقع مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، أن الذكاء الاصطناعي سيتولى معظم مهام البرمجة خلال فترة لا تتجاوز 12 إلى 18 شهرًا.
خلال المقابلة، شبه بيتشاى ثورة الذكاء الاصطناعي بالتحولات التكنولوجية السابقة مثل ظهور الإنترنت والهواتف الذكية، قائلاً، “عندما أدخل الإنترنت، أصبح التدوين واقعًا، ومع الهواتف جاءت الكاميرات وصناعة الفيديو… والآن، نحن في أعتاب تحول أكبر مع الذكاء الاصطناعي.”
مفهوم البرمجة على النمط الشخصي
على الرغم من الحماس الذي أثاره مفهوم “البرمجة على المزاج”، فإنه لاقى تحفظاً من بعض المسؤولين في شركات منافسة. فقد أعرب مارك روسينوفيتش، المدير التقني لمنصة Microsoft Azure، عن قلقه قائلاً إن الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي لا يمكنها حتى الآن استبدال المبرمجين البشر، وخاصة في المهام المعقدة. وأضاف روسينوفيتش، “هناك حدود لما يمكن أن تقدمه نماذج الذكاء الاصطناعي الحالية… قد نرى تحسينات لكن تظل محدودة بطبيعة التقنية نفسها.”
“البرمجة على المزاج” تمثل أسلوبًا جديدًا يعتمد على استخدام مساعدات الذكاء الاصطناعي مثل Replit وCursor وCode Interpreter من OpenAI، حيث لا يحتاج المطور إلى التركيز على تفاصيل الأكواد المعقدة بل يمكنه التعبير عن أفكاره بلغة طبيعية، ويتولى الذكاء الاصطناعي تحويل تلك الأفكار إلى أكواد جاهزة. هذه الطريقة تعتبر مثالية للمبتدئين وللمحترفين الذين يسعون لتعزيز إنتاجيتهم والتقليل من وقت المهام المتكررة.
ثقة المستثمرين في الاتجاه الجديد
تشير الاستثمارات الكبيرة في هذا المجال إلى ثقة متزايدة في مستقبل أدوات البرمجة المدعومة بالذكاء الاصطناعي. في مايو الماضي، أفادت صحيفة Financial Times بأن منصة Cursor الناشئة قد جمعت 900 مليون دولار في جولة تمويلية جديدة، مما جعل قيمتها السوقية ترتفع إلى 9 مليارات دولار، بعد أن كانت 100 مليون فقط في الأشهر السابقة.
في سياق متصل، أكدت شركة OpenAI عزمها الاستحواذ على منصة Windsurf، وهي منصة ذكاء اصطناعي مخصصة للبرمجة، في صفقة تبلغ 3 مليارات دولار. مع استمرار تطور هذه الأدوات، وبالتزامن مع تنافس شركات التكنولوجيا الكبرى على تشكيل مستقبل البرمجة، يبدو أن “البرمجة على المزاج” لم تعد مجرد مفهوم مبتكر بل أصبحت اتجاهًا جديدًا سيغير طريقة تعاملنا مع الأكواد بشكل جذري.
تعليقات