الحجاج يؤدون الركن الأعظم للحج على جبل عرفات وسط حرارة شديدة، مرفوعين بالدعاء وقلوبهم خاشعة

الحجاج يؤدون الركن الأعظم للحج على جبل عرفات تحت شمس حارقة

أدى حجاج بيت الله الحرام اليوم، الخميس، الركن الأعظم للحج على جبل عرفات، في أجواء إيمانية، حيث ارتفعت أصوات الدعاء والتضرع إلى الله وسط درجات حرارة مرتفعة جداً. وقد وجهت السلطات السعودية نداءً للحجيج بالالتزام بالبقاء في خيامهم خلال ساعات الظهيرة، خاصة بين الساعة العاشرة صباحًا والرابعة مساءً، لحماية أنفسهم من مخاطر الإجهاد الحراري خلال هذه الأجواء القاسية.

وقوف الحجاج في خشوع وإيمان

رغم ظروف الطقس الصعبة، تجمع الآلاف عند سفح الجبل، مرفوعين أكفهم بالدعاء، والبعض يحمل مظلات ملونة لحماية أنفسهم من أشعة الشمس الحارقة. وقد أقدمت وزارة الحج والعمرة على توزيع أكياس الثلج على الحجاج الذين بدأوا بالتوجه إلى عرفة منذ الصباح الباكر، مما ساعد بعضهم على التخفيف من حدة الحرارة خلال أدائهم لهذه الشعيرة.

بدأ الحجاج في التوافد إلى صعيد عرفات متوجهين إلى فضل هذا المكان المقدس، حيث يعكس الأجواء الروحية والخشوع، وكل ذلك في إطار إجراءات تنظيمية مشددة تهدف إلى الحفاظ على سلامتهم. وقد قامت القوات الأمنية بتأمين طرق المشاة والمركبات، لضمان التنظيم السلس ولتيسير حركة الحجاج بين المشاعر المقدسة بيسر وسهولة.

كما كثف الحجاج من أدائهم للعبادات من صلاة ودعاء، وقراءة القرآن الكريم، وسط تحذيرات مستمرة من وزارة الصحة بعدم صعود المرتفعات لتفادي أي حالات إجهاد بسبب ارتفاع درجات الحرارة التي تجاوزت 42 درجة مئوية.

وفي حديث لبعض الحجاج، عبرت إيمان عبد الخالق، وهي سيدة من مصر، عن مشاعر الفرح والامتنان لتمكنها من أداء الحج، بعدما صنفته كحلم طال انتظاره. وشاركت تجاربها مع شخصية سعت لتحقيق هذا الحلم لعقد من الزمن.

كانت الترتيبات هذا العام محكمة للغاية، حيث تم تعزيز البنية التحتية وتمت مضاعفة المساحات المظللة بـ50 ألف متر مربع وتوزيع المراوح لتخفيف وطأة الحر على الحجاج. وقد أبدت أنظمة جديدة لتأمين الحجاج اهتمامًا خاصًا بالسلامة والصحة العامة، بالإضافة إلى نشر الفرق الطبية في جميع أنحاء المشاعر.

ومع اقتراب غروب الشمس، سيستعد الحجاج للانتقال إلى مشعر مزدلفة لمبيت هناك والتهيؤ ليوم النحر، حيث تبدأ الطقوس المتعلقة بأداء مناسك الحج في أمان وسلام.