كما أظهرت التسجيلات، التي قامت الشبكة بتحليلها، أن إطلاق النار تم بالقرب من دوار “العلم” في منطقة تل السلطان، حيث تجمع مئات الفلسطينيين على بعد حوالي 800 متر من مكان توزيع المساعدات الخاضع للسيطرة العسكرية الإسرائيلية. وقد وثق الشاب أمين خليفة (30 عاماً) اللحظات العصيبة التي عاشها هو وأصدقاؤه وهم يحتمون من الرصاص قرب الدوار، وثقت تسجيلات التقطها صباح الأحد الماضي. وعاد صديقه إلى الموقع نفسه يوم الثلاثاء في محاولة للحصول على المساعدات، إلا أنه استشهد.
وبحسب خبراء أسلحة، فإن وتيرة إطلاق النار المسجلة بالفيديو والرصاص المستخرج من أجساد الضحايا تتوافق مع أسلحة تستخدمها القوات الإسرائيلية، والتي يمكن تثبيتها على الدبابات. وأكد شهود عيان أنهم شهدوا إطلاق النار من دبابات إسرائيلية في المنطقة المحيطة.
تحقيق “سي إن إن” يكشف الحقائق المروعة في رفح
أفادت منظمة “مؤسسة غزة الإنسانية”، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل والمشرفة على موقع المساعدات، أن القوات الإسرائيلية كانت نشطة في المنطقة خلال وقت إطلاق النار، لكنها نفت أن يكون إطلاق النار قد تم داخل مركز التوزيع. قدم التحقيق مشاهد لانفجارات وطلقات نارية وجثث ملقاة على الرمال، وغالباً ما كانت رؤوس الضحايا مصابة بطلقات نارية، وفقاً لأطباء من مستشفى ناصر الذين استخرجوا رصاصات يُعتقد أنها من عيار 7.62 ملم.
ممارسات مروعة ضد الفلسطينيين أثناء توزيع المساعدات
وقد حلل روبرت ماهر، أستاذ الهندسة الكهربائية وهندسة الحاسوب في جامعة ولاية مونتانا والمتخصص في تحليل الصوت الجنائي، اللقطات وأوضح أن دفعات إطلاق النار كانت تتراوح بين 15 و16 طلقة في الثانية، أي ما يعادل 900 إلى 960 طلقة في الدقيقة، وقد أُطلقت من مسافة تقدر بحوالي 450 متراً. ووفقاً لطبيعة الأصوات، قال ماهر إن الطلقات بدت وكأنها تُطلق بشكل عشوائي على منطقة معينة. ورغم نفي الجيش الإسرائيلي مسؤولية عن الحادثة، أكد فيما بعد أنه أطلق “طلقات تحذيرية” تجاه من وصفهم بـ”مشتبه فيهم” اقتربوا من مواقعه، مدعياً أن حركة حماس تروّج لـ”أكاذيب” بشأن الحادثة.
منذ بداية تنفيذ آلية توزيع المساعدات في 27 مايو/أيار، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي مجازر دامية قرب نقاط توزيع المساعدات، خصوصاً في مدينة رفح. وقد وصفت العديد من الجهات الآلية الحالية لتوزيع المساعدات بأنها أداة لتجريع الفلسطينيين وتهجيرهم بالقوة. وقد أدان المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة طريقة توزيع المساعدات، واعتبرها غير مقبولة وتمس بالكرامة الإنسانية. ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يواصل جيش الاحتلال حرباً مميتة في قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 54 ألف فلسطيني وإصابة نحو 125 ألفاً.

تعليقات