النساء في اليمن وتأثيرات النزاع المتصاعد
حذرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة من تداعيات النزاع المتصاعد في اليمن على النساء والفتيات، حيث شهدت الظروف المعيشية تدهورًا ملحوظًا، مما أدى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية والنقص الحاد في الموارد الأساسية. تُعاني النساء، وبخاصة الحوامل والأمهات حديثات الولادة، من صعوبات جمة في تلبية احتياجاتهن الغذائية، حيث قد يتعين عليهن اتخاذ قرارات صعبة تضطرهن إلى التضحية بصحتهن ورفاهيتهم لصالح أفراد الأسرة الآخرين. وقد ساهم تدني البنية التحتية مثل المرافق الصحية وتزايد الأوضاع الاقتصادية المتدهورة في زيادة معاناتهن.
الضغوط الإنسانية المتزايدة
تشير التقييمات إلى أن الاحتياجات الإنسانية في اليمن قد تفاقمت بشكل كبير، حيث يحتاج ما يقرب من 19.5 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية، بما في ذلك 9.6 ملايين امرأة وفتاة في حاجة ماسة لدعم إنساني. كما يظهر بأن أكثر من 4.5 ملايين طفل قد انقطعوا عن الدراسة، مما يزيد من تعقيد الأوضاع في ظل تزايد حالات الزواج المبكر كوسيلة للتكيف مع الظروف الصعبة. تعاني النساء والفتيات في المناطق الأكثر تضرراً، مثل محافظة الحديدة، من ضغوط إضافية بسبب انهيار الاقتصاد وفقدان المعيلين.
من جهة أخرى، يجب الاعتراف بأن الضغوط الاقتصادية والقيود المفروضة على التنقل تسببت في لجوء العديد من النساء إلى أساليب تكيف سلبية، كالتسول وبيع الممتلكات، بل وزواج بناتهن في سن مبكرة، لتأمين لقمة العيش. وفي ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية واستمرار تفشي الفقر، يتعمق وضع النساء أكثر، حيث يجدن أنفسهن أمام تحديات غير مسبوقة في الحصول على احتياجاتهن الأساسية.
توصي هيئة الأمم المتحدة للمرأة بتوفير الدعم اللازم للعائلات المتضررة، وذلك من خلال تقديم المساعدات المالية للنساء المعيلات وكذلك توفير فرص تعليمية آمنة للفتيات النازحات. وعلى الرغم من المخاطر المترتبة على الوضع الحالي، تظل فرصة التعافي قائمة إذا ما تم تقديم الحلول الفعالة والفورية لدعم النساء في مواجهة هذه الأزمات المتلاحقة.

تعليقات