تقرير يكشف عن شبهات نهب مساعدات سعودية مخصصة لعائلات ضحايا الحرب في اليمن

شبهات احتيال حول مساعدات أسر الشهداء والجرحى في اليمن

أثارت جهات يمنية مسائل تتعلق بشبهة الاحتيال والتلاعب بهدف الحصول على أموال من المملكة العربية السعودية تحت ذريعة مساعدة أسر القتلى والجرحى من القوات الشرعية اليمنية خلال مواجهتها مع الحوثيين. واتهمت مكاتب “دوائر الشهداء والجرحى” في محافظات عدن وأبين وشبوة ولحج والضالع، قيادات عسكرية عليا باللجوء إلى أساليب التزوير لاستجلاب دعم مالي من المملكة، مدّعية توزيع هذا الدعم على الأسر المعنية، رغم عدم حصولها على أي شيء من ذلك الدعم.

تلاعب بالموارد في مأرب

نفت المكاتب المذكورة بشكل قاطع صحة ما يُروّج له من قبل بعض الجهات، بما في ذلك هيئة الأركان في مأرب، بشأن صرف مكرمات سعودية لأسر الشهداء والجرحى في المحافظات المحررة. تُعتبر مأرب، شرقي العاصمة اليمنية صنعاء، واحدة من أبرز معاقل السلطة الشرعية ومركزًا مهمًا لمؤسستها العسكرية، حيث تسيطر عليها قيادة حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع المحلية لجماعة الإخوان المسلمين. الحزبيون هناك استفادوا من موقع المحافظة الاستراتيجي والدعم السعودي الذي يستهدف مواجهة الحوثيين، حيث أصبحوا ملاذًا آمنًا بعد فقدانهم لمناطق مهمة في الشمال.

أكد القائمون على مكاتب الشهداء والجرحى في المحافظات الجنوبية أن المكرمة السعودية لم تصل إلى تلك المناطق منذ سنوات، بالرغم من الإعلان المتكرر عن صرفها عبر لجان مرتبطة بقيادة هيئة الأركان في مأرب. وتشير المعلومات المتاحة إلى وجود ختم رسمي مخصص لكل محافظة جنوبية داخل مأرب، يُستخدم لرفع طلبات الدعم باسم هذه المحافظات، دون أن يُخصص لها أي شيء في الواقع.

يرى القائمون على المكاتب أن ما يحدث يعد «انتحالاً واضحاً للصفة» وتزويرًا للواقع، فضلاً عن كونه نهبًا ممنهجًا باسم الشهداء والجرحى، مما يشكل جريمة يعاقب عليها القانون. وقد أعربوا عن امتنانهم تجاه المواقف الأخوية الصادقة للمملكة، مشددين على أن بعض الجهات تستغل قضية الشهداء والجرحى كوسيلة للابتزاز والفساد من أجل تحقيق مصالحها.

احتوى البيان على دعوة موجهة إلى محافظي المحافظات الجنوبية الخمس للعمل على تشكيل لجان تحقيق عاجلة ومستقلة لكشف تفاصيل الأحداث المتعلقة بمأرب باسم الجنوب، ومحاسبة كل من يثبت تورطه في هذا الفساد الممنهج.