الصلاة في الجامع الأموي: لحظة استعادة سوريا لمكانتها العربية

زيارة تاريخية للأمير فيصل بن فرحان إلى سوريا

إن زيارة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان إلى سوريا ليست مجرد حدث دبلوماسي عابر، بل تمثل لحظة فارقة في تاريخ المنطقة العربية، تعيد رسم ملامح جديدة للعلاقات بين الدول العربية وتعيد الروابط التي كانت قد انقطعت. الصورة التي يظهر فيها الأمير فيصل بن فرحان يصلي في جامع بني أمية الكبير بدمشق تعكس الكثير من المعاني العميقة، فهي تعني عودة الروح السورية إلى الجسد العربي، وتعلن أن عروبة سوريا تبقى ثابتة رغم كل التحديات.

خطوة فعالة نحو الوحدة العربية

صلاة الوزير السعودي في المسجد الأموي تحمل دلالات رمزية كبيرة، فهي تؤكد على استمرار تاريخ دمشق كمركز حيوي للعروبة والإسلام، وتجدد مناصرته لوحدة هذا الوطن العربي. مواقف السنوات الماضية لم تكن قادرة على طمس هوية سوريا، على الرغم من المحاولات العديدة لتغيير مسارها. إن هذه اللحظة تبين إعادة سوريا إلى أحضان الأمة العربية، وتقدم رسالة واضحة مفادها أن المملكة العربية السعودية لن تترك سوريا تواجه التحديات بمفردها.

زيارة الأمير فيصل بن فرحان لا تعد مجرد حدث عابر، بل هي توكيد على فترة جديدة للحوار والتعاون بين الدول العربية. هي دعوة لكل الأطراف الخارجية والداخلية التي لم تلتحق بعد بركب التنمية والإصلاح، لتجاوز زمن الشعارات القديمة الفارغة، والتركيز على العمل الجاد والتعاون الفعلي الذي يعيد للعرب مكانتهم الطبيعية.

إن الأمير فيصل بن فرحان بزيارته تلك أعطى الإشارة إلى أن الزمن يتغير، وأن الحاجة للعمل العربي المشترك أصبحت ملحة أكثر من أي وقت مضى. كما تشدد على الأسس التي تربط الشعبين السعودي والسوري، وما بينهما من روابط تاريخية وثقافية. وكما جاء في وصية الرئيس السوري أحمد الشرع للحجاج، “كونوا رسل سوريا إلى السعودية”، فإن هذه الوصية تشير إلى أن التعاون والتآلف بين الشعبين هو نواة لبناء مستقبل عربي أفضل.