أعلن فريق من علماء الفلك عن اكتشاف جسم سماوي جديد يُعتقد أنه كوكب قزم يُدعى “2017 OF201″، وهذا الاكتشاف قد يُشكّل تحديًا كبيرًا لنظرية “الكوكب التاسع” الغامض في النظام الشمسي.
يظهر الجسم المكتشف ضمن فئة “الأجسام الواقعة خلف نبتون” (TNOs)، ويتميز بمدار شديد الاستطالة، حيث يبتعد عن الشمس مسافة تصل إلى 157 مليار ميل (244 مليار كيلومتر)، وهو ما يعادل 1600 مرة المسافة بين الأرض والشمس. ويُقدّر قطره بنحو 700 كيلومتر تقريبًا (435 ميلًا)، مما يجعله في وضع يتيح تصنيفه ككوكب قزم وفق المعايير الفلكية.
الكوكب القزم الجديد
تم رصد “2017 OF201” استنادًا إلى بيانات من مسحي السماء DECaLS والتلسكوب الكندي-الفرنسي-الهاوايي، وقد أظهرت الحسابات أن أقرب نقطة لمداره من الشمس (نقطة الحضيض) تتواجد عند 44.5 وحدة فلكية (AU)، وهي مسافة مشابهة لمدار كوكب بلوتو. وإذا نظرنا إلى أبعد نقطة في مداره (الأوج)، فإنها تتجاوز 1,600 وحدة فلكية، مما يجعله في منطقة نائية جدًا في النظام الشمسي يصعب رصدها باستخدام التلسكوبات الحالية، لولا أنه قريب نسبيًا منذ آخر مرة اقترب فيها من الشمس في عام 1930.
يتموضع الكوكب الجديد في منطقة تُعرف باسم “قرص الانتثار” (Scattered Disk)، والتي تضم أجسامًا جليدية ذات مدارات طويلة ومائلة. ويُعتقد أن هذا الاكتشاف يُشير إلى وجود مجموعة كبيرة من الأجسام المشابهة التي لم يتم رصدها بعد في هذه المنطقة البعيدة من النظام الشمسي.
الكوكب التاسع غير المرئي
كانت بعض المدارات للأجسام البعيدة تدعم فرضية وجود “كوكب تاسع” ضخم وغير مرئي يؤثر بجاذبيته على تلك المدارات، خاصة مع نمط “التجمع” الذي يظهر في هذه المدارات. ولكن ما يميز “2017 OF201” هو أن مداره غير متكتل، مما يجعل ذلك تعارضًا مباشرًا مع هذه الفرضية.
يعتقد الباحثون أن وجود الكوكب التاسع من المفترض أن يؤثّر على مدارات مثل مدار “2017 OF201” ويجعلها غير مستقرة على المدى الطويل، وهو ما لا يتوافق مع البيانات الحالية. وبالتالي، يُثير هذا الجسم الجديد تساؤلات حول صحة نظرية “الكوكب التاسع”، مما يُعيد فتح النقاش حول القوى المؤثرة في أطراف النظام الشمسي.
تعليقات