كمين جباليا يخلط أوراق الاحتلال: تطورات عاجلة في الساحة المحلية

قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن كمين جباليا يمثل مرحلة جديدة بعد 606 أيام من القتال المستمر، ويأتي بعد سلسلة من الضغوط العسكرية على المخيم الذي ادعى الاحتلال مراراً أنه قد نجح في القضاء على المقاومة فيه. وأضاف أن الكمين الذي نفذ مؤخراً يحمل دلالات هامة، حيث يُظهر أن المقاومة تُركز على تحقيق أهداف نوعية من خلال استهداف العنصر البشري، الذي يعتبر من أبرز نقاط الضعف في صفوف الاحتلال.

كمين جباليا يثير الاضطراب في حسابات الاحتلال

وأشار أبو زيد في تصريح لـ”الأردن 24″ إلى أن المقاومة تعمل على استغلال المحور الشمالي كجزء من استراتيجيتها، مع إحداث تضليل في صفوف قوات الاحتلال بسبب ضعف الإمكانيات العسكرية هناك. كما تعمل على تثبيت الفرقة 98 المظلية في محور خان يونس، الذي يعد المحور الرئيسي للهجمات الإسرائيلية.

وأوضح أن هذه الاستراتيجية قد أضرّت بقوات الاحتلال على المستويين، حيث تعرضت للخسائر شمالاً، مما زاد من الضغوط عليها، بينما استنزفت طاقة قوات الاحتلال جنوبًا عبر الأداء التعبوي الممتد. ولفت إلى أن كمين جباليا، بجانب العديد من الكمائن التي وقعت مؤخراً في بيت لاهيا والشجاعية، يعزز من فعالية العمليات المجابهة للمقاومة.

التكتيكات المتطورة للمقاومة في الصراع

كما أشار أبو زيد إلى التحولات التي شهدتها تكتيكات المقاومة، والتي تزامنت مع بدء عملية “حجارة داود”، والتي اتسمت بتغييرات في القيادة، أبرزها تعيين عز الدين حداد خلفاً لمحمد السنوار. وفي المقابل، أبدى أبو زيد قلقه من اعتماد الاحتلال المتزايد على القصف الجوي، وهو ما يعكس عدم قدرته على تنفيذ عمليات برية واسعة، ضمن إطار خطة “عربات جدعون”.

بالمجمل، يُعَدّ كمين جباليا تتويجاً لاستراتيجية المقاومة المتطورة التي تستهدف إرباك حسابات الاحتلال وكسر قوته على الأرض، مما يضع البيئة العسكرية للاحتلال في مواقف حرجة تتطلب إعادة تقييم خططها واستراتيجياتها للمرحلة المقبلة.