زيارة الأمير فيصل بن فرحان إلى الجامع الأموي: رمز الأخوة العربية والإسلامية
شهدت العاصمة السورية دمشق في 31 مايو 2025 لحظة تاريخية غنية بدلالاتها. حيث أدى الأمير فيصل بن فرحان، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، صلاة الظهر والعصر في الجامع الأموي، برفقة وفد دبلوماسي واقتصادي. لم تكن هذه الزيارة مجرد إجراء بروتوكولي، بل تجسيد حقيقي لروح الأخوة العربية والإسلامية، واعتراف صريح بالتزام المملكة بدعم الشعب السوري في رحلته نحو التعافي وإعادة الإعمار.
التقاليد الدينية والتاريخ السياسي
يعتبر الجامع الأموي رمزًا للوحدة الحضارية الإسلامية، فهو يعبّر عن تواصل الأجيال وتعزيز الروابط الروحية بين شعوب المنطقة. إن أداء الأمير فيصل لصلاة جماعية في هذا المعلم الديني يعكس حرص المملكة، بصفتها حامية الحرمين الشريفين، على تقوية العلاقات الإسلامية بين السعودية وسوريا. تلك اللحظة تجسد الآية القرآنية “إنما المؤمنون إخوة”، حيث تجلت الأخوة في صوت الإمام والمصلين.
سياسيًا، تأتي هذه الزيارة في وقت حساس ومعقد بعد رفع العقوبات الدولية عن سوريا. الأمير فيصل وصف هذه الخطوة بأنها “البوابة لاستقرار المنطقة”، مما يعكس الدور الذي تلعبه المملكة في تعزيز الدبلوماسية العربية. ففي وقت تسعى فيه المملكة لدمج سوريا مرة أخرى في محيطها العربي، تم الإعلان عن خطط استثمارية طموحة في مجالات الطاقة والبنية التحتية والتعليم، مع التركيز على التعاون مع مؤسسات دولية مثل صندوق النقد والبنك الدولي. يُظهر ذلك التوجه أن الخطوات التي تتخذها المملكة ليست مجرد دعم اقتصادي محدود، بل استثمار في مستقبل المنطقة وأمنها.
لقد كان منظر الأمير فيصل وهو يقود المصلين في الجامع الأموي بمثابة لوحة تجسد الفخر العربي والإسلامي. وتؤكد هذه الزيارة أن القيادة السعودية، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تلعب دورًا محوريًا ليس فقط كقوة إقليمية بل كرمز للتضامن والاستقرار في العالم العربي. إن هذه الزيارة، التي جاءت بعد جهود السعودية المضنية لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، تمثل بداية مرحلة جديدة من التعاون الثقافي والاقتصادي بين الرياض ودمشق.
إن أبناء الأمة العربية يتطلعون إلى هذه الزيارة بأمل وفخر، حيث إن دعم السعودية للشعب السوري الشقيق يعد بمثابة نسيم جديد يدب في الحياة لبلد عانى ويلات النزاع. إننا نؤمن بأن هذه اللحظة ستكون بداية لنهضة سورية قادمة، تتضافر فيه الجهود مع الأشقاء في المملكة، مما يستدعي منا جميعًا العمل معًا لبناء مستقبل يعكس تاريخنا المشترك وطموحاتنا.

تعليقات