استجابة روسيا المتوقعة تجاه تصعيد أوكرانيا العسكري
حدد خبراء استراتيجيون ومختصون في الشأن الروسي عدة سيناريوهات للرد الروسي على العملية العسكرية التي نفذتها أوكرانيا تحت عنوان “شبكة العنكبوت”. وأكد هؤلاء الخبراء أن رد موسكو لن يكون عشوائيًا، وإنما سيكون مدروسًا ومتعدد الجوانب، موزعًا بين خطوات فورية وأخرى ستعتمد على نتائج التحقيقات المتعلقة بهوية أجهزة الاستخبارات المسؤولة عن هذا الهجوم، سواء كانت بريطانية أو أمريكية أو أوروبية، مما قد يستدعي تفعيل “العقيدة النووية الروسية” ضد الدول المتورطة.
في الأول من يونيو، شنت أوكرانيا هجومًا على قواعد جوية روسية، حيث شنت أكثر من 100 طائرة مسيّرة ضربات عميقة ضمن الأراضي الروسية، مستهدفةً طائرات قاذفة بعيدة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية. وصفت أوكرانيا هذا الهجوم بأنه من أكثر العمليات المعقدة والجريئة منذ بداية النزاع، خاصةً أنه تم تنفيذه على مسافات بعيدة من مراكز القتال.
رد فعل موسكو المحتمل
يُعتبر الهجوم تحولًا في قدرة أوكرانيا على تنفيذ عمليات هجومية عميقة، إذ زعمت أنها دمرت حوالي ثلث أسطول القاذفات الاستراتيجية الروسية المُستهدفة. من جهتها، ذكرت موسكو أن النيران اشتعلت في عدد من الطائرات في قواعد بإيركوتسك ومورمانسك، لكنها أكدت أن الحرائق تمت السيطرة عليها. كما اعترفت وزارة الدفاع الروسية بوقوع هجمات في خمس مناطق، مُشيرةً إلى أن الأضرار كانت فقط في مورمانسك وإيركوتسك بعد إحباط الهجمات في مناطق أخرى.
ووفقًا للوثائق والصور التي تمت مشاركتها بعد الهجوم، كان رئيس جهاز الأمن الأوكراني، فاسيل ماليوك، يتبع خطة مفصلة لتحضير هذه العملية، حيث تم تهريب الطائرات المسيّرة داخل كبائن خشبية على شاحنات، لتنطلق فيما بعد نحو أهدافها المحددة بدقة.
وأكد العديد من الشهود على الطريقة التي تم بها نقل الطائرات المسيّرة، مشيرين إلى حذر السائقين وأوامرهم التي جعلتهم مفاجئين عندما شهدوا الطائرات تنطلق من مركباتهم. وقد صرح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن الهجوم استغرق التحضير له أكثر من عام ونصف.
خلال التخطيط للعملية، أكد زيلينسكي أن 117 طائرة مسيّرة تم استخدامها في هذا الهجوم الجريء، مُشيرًا إلى أن أحد المواقع المستهدفة كان بالقرب من مكتب جهاز الأمن الفيدرالي الروسي. كما أعلنت روسيا عن اعتقالات للأشخاص المتورطين في الهجوم، بينما أكد زيلينسكي أن الذين ساعدوا في العملية تم نقلهم خارج روسيا بشكل آمن.
وشدد الخبراء على أن الطائرات المسيّرة المستخدمة كانت بسيطة ولكن يتم التحكم بها بطرق متطورة، ما جعل الهجوم أكثر تأثيرًا. حيث تمثل هذه العملية من جانب أوكرانيا تحولًا نوعيًا في قدرتها على تنفيذ العمليات، مما يستدعي مراقبة مستمرة للوضع وتوقع تحركات موسكو المقبلة.
تعليقات